كتب عدد محدود من الكتاب الأردنيين، عن الأردن الكبير أو الوسيع لا فرق، وخاضوا في الموضوع وفق ما أتيح لهم، وقالوا أن الأردن سيتمدد يسرة ويمنة وفي الإتجاهات الأربعة، ووافق ذلك خبر إسرائيلي إستخباري بطبيعة الحال، يقول أن عدد سكان الأردن سيصل مستقبلا بعد التوسيع إلى 22 مليون نسمة وأن السعودية تعهدت بدفع عشرات المليارات لتمويل الأردن الوسيع او الكبير لا فرق، وأن إسرائيل لا تمانع في هذه التوسعة، ولكن وزير الإعلام الأردني د.محمد المومني إضطر لاحقا إلى نفي النية في تمدد الأردن، وأغلب الظن أن هناك لبسا في المعنى، لأن التمدد يفهم أنه سيتم بالقوة، لكن التوسعة الجارية هي خطة مرسومة للأردن.
سابقا كان هناك سيناريو للأردن وفق مشروع الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد لا فرق، والذي أقرة الكونغرس الإسرائيلي في واشنطن في جلسة سرية عام 1980، وحسب وثيقة "كيفونيم " الإسرائيلية المقرة إسرائيليا إبان الغزو الهمجي للبنان عام في شهر حزيران 1982 - على مسمع ومرأى أهل الكذب والدجل القومي الذين كانوا منغرسين في لبنان على طريقة الخاوة، ولم يتصدوا للغزو الإسرائيلي، حتى دفاعا عن قواتهم التي أليد عدد كبير منها - والتي تدعو إلى تغيير النظام في الأردن، وما حدث قبل عدة سنوات أن بادرت حكومة أردنية إلى تقسيم الأردن إلى 3 أقاليم + 1 وهو إقليم الضفة الفلسطينية، وكانت الأقاليم :إقليم الشمال والوسط والجنوب، في حين كان الإقليم الرابع هو إقليم الضفة الفلسطينية الذي إختلف عليه، وبقدرة قادر جرى طي ملف الأقاليم هذا، وساد صمت سياسي.
لكن هذا الصمت لم يدم، وبدأنا نسمع عن التوسع الأردني ناحية الغرب اولا، إذ تبدأ عملية التوسعة بضم أشلاء من الضفة الفلسطينية بعد حل السلطة الفلسطينية، والإعلان عن كونفدرالية أردنية – فلسطينية، وقيل وهذا مكتوب أن إسرائيل لاحقا ستنضم لهذه الكونفدرالية، ليصبح إسمها :كونفدرالية الأراضي المقدسة، وستكون كل الوزارات السيادية بيد إسرائيل، وسنكون جميعا خدما ليهود.
بعد موجة الدمار العربي التي إجتاحت العالم العربي قبل أكثر من أربع سنوات وإنطلقت شرارتها الأولى من تونس، بدأنا نسمع عن التوسعة الأردنية شرقا وشمالا، ليضم إضافة إلى أشلاء الضفة الفلسطينية غرب العراق وجنوب سوريا وتبوك في العربية السعودية، وهناك من يقول أنه سيمنح ممرا بريا إلى سيناء، وحتى اللحظة لم أفهم سر هذا الممر أو مصداقية الحديث فيه.
الأردن الجديد سيكون مختلفا عن الأردن بطبعته الحالية، وسيشهد تغييرا جذريا، وأول أوجه التغيير هو إختفاء نغمة أصحاب الحقوق المنقوصة "الفلسطينيون"، وأصحاب الحقوق المتخمة "الأردنيون "، وسنرى مساواة ولا أروع، ونزاهة وشفافية ولا أنصع، وسيكون هناك قانون إنتخاب جديد يشع نزاهة وشفافية، وستحرم قناة الجزيرة من الإعلان عن إكتشافها تزويرا كبيرا في الإنتخابات البرلمانية أو البلدية، لأن الإنتخابات ستكون ناصعة البياض.
إضافة إلى ذلك سيتفجر النفط والغاز من الأراضي الأردنية، وسنرى الماء وقد أصبح طوفانا، وسنشهد نهضة صناعية وإقتصادية وتعددية سياسية وإجتماعية، والأهم من ذلك أن التكشيرة الأردنية ستزول بعد أن يقتنع الكل بواقعه، وسيصبح المكونان الرئيسيان في الأردن وهما الفلسطينيون والأردنيون، أقليات عادية شأنهم شأن المكونات الأخرى الجديدة في الأردن الجديد.
يحضرني هنا مقولة للراحل الحسين جاء فيها أن الكل سيتمنون حمل جواز السفر الأردني، ولعل ذلك إستشراف ناصع للمستقبل، ودليل أكيد على أن ما نشهده حاليا، ليس وليد اليوم، بل هو مخطط قديم متفق عليه، وقد ساعدنا نحن في تنفيذه لعدم تمتعنا بأي من صفات النزاهة والشفافية، وعدم فهمنا لمعنى المعارضة والإنتماء والولاء.