تموز : احداث تاريخية وبعض من مأساة أمة
د.بكر خازر المجالي
16-07-2015 07:27 AM
شهر تموز في التاريخ الحديث قد شهد احداثا مفصلية ،وما اجتمع في شهر مثل هذه الاحداث معا ، ونكاد لا نذكرها مطلقا باستثناء واقعة اغتيال الملك المؤسس عبدالله الاول في العشرين من تموز من عام 1951م.
ومن الاحداث الشهيرة في تموز :
الاول : احتلال العقبة في 6 تموز 1917م خلال عمليات الثورة العربية الكبرى .
وهذا التاريخ يعتبر الانطلاقة الجديدة للثورة العربية الكبرى ورصاصتها الثانية بخروج الثورة من الجزيرة العربية وتقدمها نحو بلاد الشام بعد اكثر من سنة على انطلاقتها الاولى في حزيران 1916م ، ودخول العقبة في 6 تموز 1917م هو البداية لتنفيذ مشروع النهضة العربية بواقعية والانطلاق على درب تحرير الارض والانسان. وأيضا كان فتح العقبة نقطة تحول في السياسة الغربية تجاه الثورة العربية الكبرى وكيفية التعامل معها بعد ان دخلت قواتها العربية حدود اتفاقية سايكس بيكو والتي جاهد الحلفاء لحصر الثورة العربية الكبرى فقط في الجزيرة العربية.
الثاني : معركة ميسلون 24 تموز 1920
ربما تكون هذه اخر معارك الثورة العربية الكبرى التي جاهدت لبناء الدولة العربية المستقلة ،ولكن لتلاقي هذه الدولة مصيرا يائسا في معركة ميسلون في الرابع والعشرين من تموز من عام 1920 بعد مسرحية انذار غورو ومواقف بعض العرب الخائنة التي اسهمت بهزيمة او انها صنعت هزيمة جيش الملك فيصل بقيادة يوسف العظمة لتبدأ من يومها حالة التجزئة والتقسيم والاستعمار الجديد وفرض شروط قاسية الغت امل العرب في الدولة حينها.
الثالث : اغتيال الملك المؤسس عبدالله الاول في العشرين من تموز من عام 1951م في المسجد الاقصى.
اغتيال الشهيد الملك عبدالله الاول جاء لاسباب سياسية في اساسها ،فهو قد نجح في تحقيق وحدة الضفتين ، وقبلها نجح في الحفاظ على القدس العربية اثر حرب عام 1948م ، وكان يسعى لتحقيق الوحدة مع العراق ، فكانت هذه اسباب كافية لدى اعداء وحدة العرب وجمع صفها لان يخططوا لهذا الاغتيال يوم الجمعة العشرين من تموز من عام 1951 عند عتبة المسجد الاقصى المبارك.
الرابع : اغتيال الاسرة الهاشمية الحاكمة في العراق في 14 تموز 1958
جريمة نكراء حدثت بحق اسرة هاشمية كانت تحكم العراق بالخير والعدل ،واستطاعت توحيد كافة الاطياف العراقيىة ومنعت اي عنف او اضطراب داخل العراق ، ولكن تكون هذه الخطة لاقتحام قصر الرحاب فجر الرابع عشر من تموز 1958م ومن ثم قتل الاسرة العراقية الهاشمية ، وجاء الاغتيال بعد نجاح العراق والاردن في تحقيق الوحدة التامة بين البلدين باسم الاتحاد العربي الذي وقع في شباط من عام 1958م. وكان من المفترض تنفيذ نفس سيناريو هذه المذبحة في القصر الملكي في الاردن ولكن تم كشفها والقاء القبض على عناصرها قبل التنفيذ ،مما جعل الملك الحسين طيب الله ثراه ان يطلب من اخيه الملك فيصل ان يرسل له من يأتمنه لاطلاعه على سر خطير ، فحضر رئيس الاركان العراقي (رفيق عارف ) واخبره الملك الحسين ان هناك مؤامرة تحاك ضد الاسرة الهاشمية في العراق ، وهنا اجاب رفيق عارف ببرود ( نحن دايرين بالنا بس انتو ديرو بالكو على حالكو) فاستشاط الملك الحسين غضبا واخرجه من مكتبه فورا وبعد ايام كانت مجزرة قصر الرحاب
الخامس : خطاب المغفور له الملك الحسين لاعلان فك الارتباط القانوني والاداري مع الضفة الغربية في 31 تموز 1988
حدث مفصلي ترتب عليه تداعيات تسير من سيء الى اسوأ من يوم هذا الاعلان الذي اجبر عليه الملك الحسين طيب الله ثراه لفك الارتباط مع الضفة الغربية في 31 تموز 1988. حذر جلالته يرحمه الله من تداعيات هذا القرار الذي يتم بناء على رغبة جامعة الدول العربية والاخوة في منظمة التحرير الفلسطينية ، وقال انكم ستضعون القضية الفلسطينية في مهب الريح ، ونخاطب الحسين في قبره ونقول نعم يرحمك الله لا زالت القضية الفلسطينية في مهب الريح ، والادهى اننا لا نجد اين ذهب بها الريح.
هذه خمسة احداث نسوقها من الواقع الذي يخفي وراءه المزيد التعقيدات والمؤامرات والاسرار السياسية التي يتم صياغتها للان باساليب جديدة وبرؤية اعقد واكثر دموية وهجومية.
هذه الاحداث فقط في شهر تموز كنموذج على موقف القيادة الاهاشمية التاريخي في سبيل مصالح العرب العليا مقابل حلقات التآمر والمكيدة التي لا زالت تطل برأسها للان .
رحم الله كل الشهداء واعاننا لان نستفيد من وقائع التاريخ