مواطن من قرى "ساي .. كس – بيكو"
رداد القلاب
16-07-2015 04:12 AM
يتبسم صديقي العربي لـ "لكاميرا" السفارة بانتظار التأشيرة؛ بمناسبة اقتراب الهروب الكبير من الدور الوظيفي، والسياسات الحمقى والشعارات العرمرمية والتنفيعات، يهرب من امرأة احبها رفعت شعارها على حبل غسيل ولم تقتصد بالوانه التي لم تعد لها علاقة بالاوطان.. يهرب من البؤس والجوع من الدفش بكافة انواعه "الايجابي والسيئ" والدراسات الكاذبة، ويكفر بالشهادات والخريجين والوظيفة ..لم يعد بحاجة الى حليب امه – الغارز- واتجه نحو "الكارنيشن" كما لم تعد الام امه.
صديقي .. لم يستطع الوقوف بوجه "غاوية" ولا يريد ان يكون نتاج جهاد "مناكحة"..صديقي؛ بدأ حياته ووعيه على تخلف وتبعية وتهميش الامة ولكنه لا يريد ان ينهي حياته بممالك الدم والدمار!.
صديقي؛ "قرف" قواعد اللعبة الداخلية، "خالف تعرف" وتحصل على ما تريد، يصفق لك بحرارة بعد كل نقد للنظام، وتكون خائن و"زنديق" في حال كانت لك وجهة نظر لما يجري في منطقة الحلال والحرام؛..اين المفر ؟!
..بكل ادب يصطف "العربي الشهم في وطني" في طوابير امام سفارات الدول الغربية طلبا للهروب من شمس "القيظ" الحارقة التي تلامس دماغ وجوف الوطن..يكره صديقي ان يصطف كما يتجمع الذباب على قطعة الحلوى اللذيذة؛ ولكن اين المفر .."العربي في وطني" شهم يقف بانتظام من دون ان يحرك ساكنا حتى لو وقفت الذبابة على انفه او شاربه !! لا خوفا ولا شهامة وانضباطا ولكن خشية "الفيزا".
صديقي..وقف بكامل هندامه وقيافته ساعات طوال، لا يستطيع "الترميش" او كش ذبابة صعدت في مكان حساس على جسمه ! لا يستطيع تفقد هندامه ..اية حركة ترصدها "كاميرا "السفارة اللعينة ! لو كانت غير مقصودة.
حان دور صديقي وقف امام شباك الانتظار، رد تحية المضيفة وقال "hi ورحمة الله وبركاته" وعلى محياه بسمة عريضة وبكل ادب، وعبأ طلب التأشيرة ورد على سؤال المضيفة التي تتحدث اللغة "سايكس بيكو" بشكل مكسور ماذا يعجبك في بلادي ؟! .."freedom "، هزت رأسها وابلغته اسفها بعدم التأشير له لدخول بلادها مع تنويه يستطيع التقدم مرة اخرى، لم ينزعج صديقنا من رفض طلبه.. وعاد الى البيت يكظم غيظه !.
وفي خطبته التي الهب بها الجماهير..الغرب الفاجر، حريته المنقوصة وتشريعه لتفتيت المجتمعات، نساؤه الكاسيات العاريات، مجتمع بلا اخلاق، القابض على دينه كالقابض على الجمر اضافة الى مجموعة من الشتائم التي كالها يمينا وشمالا.."ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا"..ولنا لقاء في الجنة!
اما في بلادي لا وجود للدور، على الاقل من وجهة نظر صاحبي! حتى لو وجدت اعلانا يتضمن عبارة "لطفا ابتسم للكاميرا"، ولا يأبه بالطابور، الذي يشكله رجل طاعن في السن يتمتم بعبارات "اذا سرق منكم الفقير قطعتم يده !"وامراة لعوب ارسلت لسائق الباص في المحطة الاخيرة "واتس اب" وموعد غرامي خارج نطاق الزوجية بوساطة "اس ام اس" وشاب يئس من ان يكون قائدا للتغيير ؟!..لا تصدقوا لا وجود للدور في بلادنا باستثناء الطابور "الخامس"!!.
ما ان ينزل صاحبنا في المطارات الاوروبية، نعيم الحياة المدنية والانظمة العلمانية، حتى ينشكح ويستحضر العقل الباطن لديه الذي يوحي اليه انه يستطيع الدخول بالشقراوات سفاحا، ..بنات الغرب جواري له، وسبايا من منظور عقائدي!..يقيم علاقات غير مشروعة خارج نطاق الدين ويتحمس لمتطلبات القوانين الغربية "لا يستطيع الزواج باكثر من زوجة"، لطالما اقام علاقات خارج نطاق الزواج في بلادي التي تعاقب عليها "القاعدة" الشرعية، ومواعدة بنت الجيران على السطوح المهترئة، طالما سمعت تحذير والدتها من خطر "العنوسة".
"العلمانية " الوقحة؟! طالما الهب حماس الجماهير، يقبلها لانها توفر له ملاذا امنا لكافة رغباته الجنسية وغير الجنسية، التي بقيت حبيسة جدران صدره وعقله وسببت له مرضا مزمنا يصعب على الاطباء تشخيصه..اليوم في "بلاد العلمانية" لا يحتاج الى ان يواعد جارته الستينية اخر الظلام، كما لا يحتاج الى اذن ليقذف المحصنات من الانظمة، واعطاء دور في الوعظ والارشاد والحلال والحرام على منابر ما دام يؤمن بان "الاسلام يجب ما قبله" و"ان الله غفور رحيم".
قساوة الفرق واضحة بين حضارة بلاد الغرب وبلاد الدم والرعب،.. لا يود وداع امه..شخصت عيناه ودفن دموعه في صدره وصعد السلم ورحل وعلى وقع لافتة امه "رافقتكم السلامة " وهو يبتسم لمودعيه ويكتب وصيته "اوصيكم اوصيكم بامي.."
هل يحتاج المريض الى وصية من المسؤول ؟!
انا شخص اخر..!
العرب اليوم