الاخلاص والصدق .. والناس !
المهندس هاشم نايل المجالي
15-07-2015 02:55 PM
قد نتفق جميعاً على اعتبار القيم الاسلامية النبيلة هي قيم انسانية يجب الاخذ بها قصد اصلاح النفس وتكوين مجتمع يشكل اللحمة القوية في البنية الانسانية ونسعى جادين الى بلورة هذا التوجه من خلال الدعوة الى التمسك بالقيم التي تكفل النظام الاجتماعي وتبقى على روح الجماعة.
دعوات ودعوات واماني واحلام حيث اصبحت الفتاوى على قارعة الطريق والنفس تقرأ القلب وتستفتي نفسها والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "استفت قلبك وان افتاك الناس فالحلال بين والحرام بين ولكن ما لهذا القوم لا يعقلون".
لقد امتلأت المساجد واحتشد الناس يطلبون الغفران ويتوسلون الى الرحمن ويتزاحمون في الصفوف ولكن هناك منهم ممن اكلوا اموال الايتام وامسكوا على المساكين وانكروا الحق على الاجير الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (اعطوا الاجير حقه قبل ان يجف عرقه) تجدهم في صلاة الفجر وتعمر بهم المساجد انهم من اهداهم الشيطان الى الكذب على الله وحق فيهم قوله تعالى " يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكسبون " البقرة.
ان التفكير في بناء المجتمع وتلميع صورة الفرد لا يمر حتماً من خلال هذه السلوكيات التي لا تعكس صفاء النفس ولا ايمانها لأن الصلاة من حكمتها ان تحقق فيها الاخلاص. ان تنهى عن الفحشاء والمنكر وتوطن الارتباط بين العبد واحكام ربه وحرصاً على اقامة حدود الله وتنفيذ شريعته.
والخلاصة ان الاخلاص في القول والعمل لن يمر بالقلب دون ان يترك آثاره على سلوك المؤمن في المعاملات قبل العبادة لأن العبادة سر خفي يتجاوز حدود الشكليات والممارسات فالذكر والشكر والصوم والقيام والتهجد والصدقة والحب في الله انما هي اسرار بين العبد وربه ولن يكون للمجتمع منها الا اثارها الزكية التي يفوح اريجها بين الناس اينما حل اهل الاخلاص.
فليكن ايماننا خالصاً في السر والعلن ليكون المسلم بتلك الصورة الجميلة التي تقرب الاسلام من الناس فالانسان داعية الى الله بسلوكه قبل قوله واخلاصه قبل علمه وحب الوطن من الايمان.
hashemmajali_56@yahoo.com