عن الصداقة بلا مناسبةحلمي الأسمر
15-07-2015 05:35 AM
حينما نكتب عن الصداقة بلا مناسبة.. هذا يعني أن المناسبات كثيرة جدا، أو أن المناسبة مؤلمة ولا يُراد البوح بها، والحقيقة أن ثمة أكثر من مناسبة للحديث عن الصداقة، خاصة بعد أن أصبحت هذه الكلمة مستخدمة على نحو مبتذل، خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي، وفي موقع «فيسبوك» تحديدا، فما أسهل أن تسمع أن فلانا «صديقي على فيسبوك»! -1- يعتقد البعض أن لكل موسم صديقا، فإن انتهت صلاحية الصديق، ولم يعد نافعا له، أدار له ظهره، وبحث عن صديق جديد، «لسه بخيره» ومربرب، ويعد بموسم «حلب» غزير، وثمة من يعتقد أن الصديق هو مجرد شخص يصلح للاستخدام مرة واحدة، كصحن بلاستيك، أو منديل ورقي، يستقر في سلة «المهملات» بعد الاستعمال! وثمة فئة ثالثة، ترى في الصديق ملاذا وقت الضيق، على اعتبار أن من لا ينفعك في ضيقك، لا يلزمك في وسعك! بالمناسبة من أجمل ما قيل في الصداقة/ من بين كل الأصدقاء...هناك صديقٌ واحدٌ يُشبهُ البحر...تزورهُ كلما ضاق بالآلام صدرُك....ولا تُغادرهُ إلا وقد زال همُّك...فتمضي مبتسماً راضياً...على الرغم من أنك لم تتحدث اليه ولم تبُح لهُ بشيءٍ من كل ما يُحزنُك! أين هذا الصديق، من ذاك الذي يرى فيك مجرد «مصلحة» مؤقتة فإن قُضيت انتهت «صلاحيتك» للاستخدام، أنت صديق Disposable ! -2- لا يوجد شيء مؤلم على النفس مثل خذلان الأصدقاء الذين كنت تحسبهم سيهبون لنجدتك اذا «انتخيتهم»! -3- «لا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين،لا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت،لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل، إذا صمتّ.. فاصمت حتى النهاية، وإذا تكلمت.. فتكلّم حتى النهاية، لا تصمت كي تتكلم، ولا تتكلم كي تصمت. إذا رضيت فعبّر عن رضاك، لا تصطنع نصف رضا، وإذا رفضت.. فعبّر عن رفضك، لأن نصف الرفض قبول.. النصف هو حياة لم تعشها، وهو كلمة لم تقلها، وهو ابتسامة أجّلتها، وهو حب لم تصل إليه، وهو صداقة لم تعرفها.. النصف هو ما يجعلك غريباً عن أقرب الناس إليك، وهو ما يجعل أقرب الناس إليك غرباء عنك. النصف هو أن تصل وأن لاتصل، أن تعمل وأن لا تعمل، أن تغيب وأن تحضر.. النصف هو أنت، عندما لا تكون أنت.. لأنك لم تعرف من أنت، النصف هو أن لا تعرف من أنت.. ومن تحب ليس نصفك الآخر.. هو أنت في مكان آخر في الوقت نفسه. نصف شربة لن تروي ظمأك، ونصف وجبة لن تشبع جوعك، نصف طريق لن يوصلك إلى أي مكان، ونصف فكرة لن تعطيك نتيجة النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز.. لأنك لست نصف إنسان. أنت إنسان وجدت كي تعيش الحياة، وليس كي تعيش نصف حياة ليست حقيقة الإنسان بما يظهره لك.. بل بما لا يستطيع أن يظهره، لذلك.. إذا أردت أن تعرفه فلا تصغي إلى ما يقوله .. بل إلى ما لا يقوله» هكذا تحدث جبران عن «النصف» أو «الأنصاف»! |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة