النائب العبادي .. وقرص "القطايف الكبير"
14-07-2015 04:08 PM
عمون - محمد الصالح - ولد ابنا لقرية أردنية كانت شاهدة على تضحيات الأردنيين للدفاع عن تراب فلسطين وهي قرية "داميا" في لواء دير علا التي فتحت طرقها في زمن مضى للعبور من الأردن للديار المقدسة في الضفة الغربية لقربها من شريان القربى بين الشعبين الفلسطيني والأردني "نهر الأردن" الذي جعل عشق الوطن يجري في عروقه انه النائب الدكتور هيثم العبادي "ابو المهند".
العبادي القادم للعبدلي نائبا اراد أن يكون صوتا للوطن وليس نائبا لدائرة محلية صمم على أن يكون نائبا للجميع لا لمنطقة معينة او لمجموعة دون أخرى.
شكل قائمة وطنية اطلق عليها "صوت الوطن" لخوض انتخابات مجلس النواب الحالي بمشاركة ثلة من اساتذة جامعيين سعوا إلى انشاء جيل من الشباب الأردني ليكونوا جندا من جنود الوطن، كما انهم قرروا خدمة الوطن من تحت قبة البرلمان.
وفي حوار مع "عمون" يقول النائب العبادي :"ترشحت لقبة البرلمان بالتوافق مع زملاء اساتذة جامعيين، وجاءت نتائج القوائم كما توقعت وحصلت القائمة التي كنت جزءا منها على مقعد واحد في المجلس الحالي".
ورجح أن تلغى هذه القوائم الوطنية في قانون الانتخاب المقبل، لتتحول إلى قوائم حزبية لتمكن اي حزبي من الترشح لها، اضافة إلى تشجيع النواب وغيرهم للانخراط بالاحزاب.
ويشير إلى خشيته في حال استمرت القوائم الوطنية من أن تستغل من اصحاب الأموال لتشكيل قوائم يحركها المال.
وعن طقوسه في شهر رمضان الفضيل يقول النائب العبادي الأب لأربعة من الأبناء منهم ثلاثة اولاد يكبرهم "مهند" وابنة متزوجة يقول "ابو المهند" :" كوني في العمل العام البي الولائم في رمضان لصلة القربى والاصدقاء والعلاقات الاجتماعية بشكل عام".
ويخشى "ابو المهند" من زيادة وزنه نتيجة تلبيته للولائم سواء في شهر رمضان المبارك أو في الاشهر الأخرى.
ويفضل وجبيتن في شهر رمضان وهما "الكبسة والمقلوبة"، علما بأنه لا يجيد الطبخ نهائيا.
ولا يخفي "أبو المهند" انه يجيد اعداد قرص "القطايف الكبير" والذي يصنعه بنفسه، حتى أن زملاء له من النواب والأعيان يطلبون منه اعداده لحبهم بالطبق الذي يعده.
ويؤكد أن العمل النيابي اخذه من اجواء اسرته رغم حرصه على الجو الاسري الدافئ مع ابنائه وزوجته، خصوصا أنه يعمل استاذا جامعيا بتخصص المحاسبة في جامعتين ومستشاراً ضريبياً لعدد من الشركات، ما يزيد من الاعباء على كاهله.
وعن اغرب الطلبات التي تعرض لها من قبل المراجعين الذي يستقبلهم من مختلف مناطق المملكة كونه نائب وطن يقول: "إن مراجعين يطلبون منا التدخل حتى في الولادة وطلبت مني سيدة مسنة أن اوصي احد المستشفيات على كنتها أي زوجة ابنها التي كانت ستولد بعد شهر".
وحول رأيه عن رضا المواطنين عن مجلس النواب يقول النائب العبادي:"استمتع بخدمة المواطنين وهذا الاحساس لا يملكه اي شخص والمواطن يقيم النائب بناء على حجم العمل الخدمي والتوظيف الذي يقدمه له لا على اساس عمله التشريعي والرقابي".
ويضيف أنه لا يلوم المواطن خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية وارتفاع نسب البطالة التي تصل إلى نحو 25% لا ما كما تدعي الحكومة بأنها 12% أو أقل قليلا.
ويدعو الحكومة إلى ضرورة ايجاد مناخ استثماري مشجع على الاستثمار لتشجيع المستثمرين على القدوم إلى الأردن بدلا من أن يهربوا منها، ما يساعد على فتح فرص عمل للشباب الأردني، ويؤكد أن الحكومة لم تقم باعداد المناخ المناسب للاستثمار بالمستوى المطلوب حتى الآن.
ويعتبر أن الوضع في الاقليم مؤلم لكن "مصائب قوم عند قوم فوائد"، ما يعني أن الحكومة كان عليها استغلال الظروف وتشجيع الاستثمار لتصبح الأردن "سنغافورة العرب"، واخراجها من الظروف الاقتصادية الصعبة التي زادت المديونية والعجز.
وفيما يتعلق بالتشريعات الاقتصادية التي اقرها مجلس النواب كونه عضوا في لجنتين مهمتين هما المالية والاقتصاد والاستثمار التي غادرها قبل فترة يقول :"ما اقرته لجنة الاقتصاد النيابية من قوانين اقتصادية لم تكن بالمستوى المطلوب".
واعتبر أن رفع الضربية على الشركات من "14%-20%" ليس في صالح الاقتصاد، لأن رفع الضريبة قد يشجع على التهرب الضريبي الذي بلغ في الأردن ما يزيد عن مليار دينار، علما بأن حكومة سمير الرفاعي عندما خفضت النسبة وقتها ارتفعت ايرادات الضريبة من 400 مليون دينار إلى 750 مليون دينار، اضافة إلى أن قرار رفع نسب الضريبة يسبب عزوفا عن الاستثمار لعدم استقرار التشريعات الضريبية والاستثمارية.
وردا على سؤال حول الفساد يقول النائب العبادي :"الفساد زاد ولم ينقص بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية التي قد تدفع بعض موظفي الفطاع العام إل اللجوء للفساد.
ويشير في ذات السياق إلى جهود ديوان المحاسبة، ويؤكد على اهميته كذراع رقابية لمجلس النواب، لأن عدم وجود الديوان قد يلجأ البعض إلى المضي على قاعدة "المال السايب بعلم السرقة".
ويشيد بجهود الديوان في حرصه على المال العام، خصوصا أن الكثير من الاستيضاحات حولت إلى النائب العام.
وعن رأيه برواتب موظفي الدولة يقول :"الجوع كافر والرواتب لا تكفي الموظفين ودون الحد الادنى واياكم وثورة الجياع، لأن الغلاء طال مختلف السلع في ظل ارتفاع اسعار النفط وموجات اللجوء على الأردن".
وفي ختام الحوار يحذر النائب العبادي من تراجع اعداد الملتحقين في الجامعات الخاصة لأنها استثمار وطني، ما قد يؤدي إلى تخفيض رواتب الهيئات التدريسية او الاستغناء عنها في ظل تراجع اعداد الناجحين في التوجيهي إلى نحو 35%.
ويؤكد أنه مع ضبط الأمور في الثانوية العامة والاجراءات التي قامت بها الوزارة لضبط الامتحان لأن القانون يرضي الجميع عندما يطبق دون استثناء وإن كان شديدا.