مرت الحادثة ولم نسمع رد فعل شافي بوضع الإجراء الذي تم اتخاذه بحق هؤلاء المُعتدين حسب القصة ولم نسمع تبريراً أو رداً منهم أو من دائرة الجمارك يوضح لماذا قام هؤلاء الجمركيون بالإعتداء على طبيب .

قرأت عنواناً أن مدير الجمارك قام بفصل المعتدين وعنواناً آخر يقول إنه لم يُفصل أحد ولم يكن هناك اهتماماً كافياً بالحادثة التي كانت بكل المقاييس إساءة بالغة لكل أردني وفيها ما فيها من الاستهانة بكرامة المواطن وحقه وإشاعة الفوضى وعدم الطمأنينة. هذا الأمر غير مقبول من الحكومة ولا من مجلس النواب الذي لم يثور لكرامة المواطن الأردني، مُمثلي الأمة هم المسؤولون أمام الله أولاً والوطن والمواطنين ثانيا ً كرامة المواطن والوطن فوق كل اعتبار .

أن تمر حادثة بهذا الصلف وبهذه التفاصيل دون أن تثير اهتمام أي مسؤول من أيه درجة لكي يُدلي بتفاصيل تُعيد للمواطن كرامته وتُريح الأردنيين و تطمئنهم أن كرامتهم وحقوقهم لا زالت موضع اهتمام وتقدير .
وحتى الصحافة والصحفين لم يتابعوا الخبر كما يجب ولم يُشر للخبر إلا في موقع جراسا فأين رسالة الصحافة وأين دور الإعلام في حماية الوطن والمواطنين إذا كانت هذه الحادثة لا تُثير اهتمام مؤسسات الدولة بكل سلطاتها من تنفيذية وتشريعية و قضائية وإعلامية فمن لها!

أذكر في السبعينات وكنتُ طالباً حيث تَعرضَ مواطناً ألمانياً للصفع من قبل رجل أمن وتابعتُ تداعيات هذا الحدث حيث قامت الدنيا ولم تقعد لأن رجل الأمن لم يكن مُحقاً فيما قام به وتابعت الحدث مع جريدة دير شبيغل الألمانية وما قامت به من دور ، وللعلم فإن حضور مندوب لجريدة دير شبيعل له من الأثر ما للبودنس تاك الألماني لأن دور الصحافة في التوعية وكشف الحقيقة وخدمة أهدافها هو يجب أن يكون الأبرز ، فقد ظلت تتابع الحدث مع المعتدي عليه إلى أن قال أنه شعر أنه قد استوفى حقه ومع رجل الأمن الذي تم نقله إلى منطقة نائية عن شعوره بالندم لما قام به ، إلى أن اقتنع الألمان أن حق المواطن الألماني قد تم استيفاءه بالكامل وبقي الحدث الأبرز على مدار الأسبوع في صحافة ألمانيا!


لا نريد أن نكون كالشعب الألماني في السبعينات ولكننا في وبعد أربعين عاماً ودخول قرن جديد لا زالت كرامة المواطن تُمتهن بهذا الشكل المُخجل وتمر الأمور مرور الكرام والمعتدي عليه طبيب يعني من صفوة أبناء الأردن ومن طبقة مثقفة ، فمن العقل أن لا يكون البادئ في استثارة حنق فتوات الجمارك ليوسعوه ضربا ًويعتدوا على كرامته بهذا الشكل الفظ ومع ذلك لا تتدخل الحكومة ولا السادة النواب ولا النائب العام الذي من صلاحيته إثارة القضية دون شكوى و تصمت جهات الإعلام.

هذه الحادثة يجب أن لا تمر مرور الكرام دون عقاب لمن ارتكب هذه الفعلة الشنعاء لأنها بكل المقاييس اعتداء على كرامة الوطن ، ويجب أن تُعلن اسماء هؤلاء لكي يتعرف عليهم الأردنيون وتعلن عقوباتهم بحيث يقتنع كل أردني أن حقهُ محفوظاً وكرامتهً مُصانه.