قبل أيام سخر زعيم زيمبابوي، روبرت موغابي (91 عاماً)، من قرار المحكمة العليا الأميركية بالسماح بزواج المثليين، واستهجن ترحيب الرئيس الأميركي باراك أوباما بالقرار، مؤكداً أنه يفكر في طلب الزواج من أوباما، بشحمه ولحمه، في محاولة منه ليضع الرئيس الأميركي في «خانة اليكّ».
«المثلية» مدانة بالفطرة، ومحرّمة ومجرّمة بكل الشرائع، وفوق ذلك مقززة ومنفّرة، ولا يرغب المرء في أن يخوض فيها أكثر، لكن المفرط في الضحك أن ينتقد موغابي زواج المثلية، وهو يتزوّج السلطة منذ 28 سنة، دون عقد شرعي، أو حتى شهود عدول، منجباً منها عشرات من ملفات الفساد، وعشرات الفاسدين.
روبرت موغابي منذ 28 عاماً وهو يجلس على الكرسي نفسه، بديكتاتورية فريدة، استولى على الصحافة الزيمبابوية بالكامل، وسجن كل صحافي يتحدث عنه أو عن حكومته بسوء. قبل سنوات قليلة قام أحد البنوك المحلية بإجراء مسابقة ( يانصيب) على مستوى الدولة كاملة في زيمبابوي، وكانت قيمة الجائزة 100 ألف دولار، وعمل البنك على أن تكون «ورقة اليانصيب» رخيصة جداً، حتى تشترك أكبر شريحة من السكان، وبالفعل أقبلت أعداد كبيرة من الشعب الزيمبابوي لشراء بطاقات اليانصيب، لكن في يوم السحب حدثت المفاجأة الكبرى، عندما فاز الرئيس موغابي نفسه بورقة اليانصيب ـ صدفة سبحان الله ـ ليحرم أياً من فقراء الوطن من ابتسامة حظ.
من الأعمال الكاملة للسيد موغابي أيضاً، أنه زوّر الرئاسة ، وها هو يحضّر زوجته غريس موغابي (48 عاماً)، التي تصغره بنصف قرن، لتكون الوريث الوحيد للكرسي الزيمبابوي، ولم يقصر الأخ روبرت في إطلاق ألقاب جديدة على المدام، مثل «أم الشعب»، و»أم الوطن»، بل وصل به وبمن حوله أن سموها «أم إفريقيا» برمتها.. يا راجل؟
موغابي ينتقد المثلية الجنسية، وزواج المثليين في أميركا، وهذا جميل وموضوعي ورائع، لكن في الوقت نفسه ليتك تمارس «المثلية السياسية» كما هي في أميركا والدول الديمقراطية، فإلى متى ستبقى تقيس الأمة على مقاس «جواربك»، وتعتبر الوطن بطاقة يانصيب، أنت الرابح دائماً وأبداً وفعلاً وفرداً أحداً.
الراي