"الغرداية" شرارة الانفجار المرسوم في الجزائر
اسعد العزوني
13-07-2015 02:38 PM
عندما كان الرئيس الفرنسي السابق المتصهين ساركوزي في الحكم عام 2012، قال قولة مشهورة تنم عن خبايا نفس مأجورة، إن العام 2013 هو عام الجزائر، وكان يعني وحسب المخطط المرسوم لمنطقتنا العربية منذ ما سمي زورا وبهتانا "الربيع العربي"، أن الإنفجار سينتقل إلى الجزائر عام 2013، ولكن الله سلم وجرى ضبط الأمور، لأن المخطط وعلى ما يبدو لم يسر كما هو مرسوم له.
وكما هو معروف فإن خللا كبيرا أعاق تنفيذ المخطط، وفي مقدمة صوره فشل عملية التغيير في سوريا وصمود النظام بدعم من مراكز الضغط اليهودي في أمريكا وأوروبا، بدفع من حليفته القديمة "مستدمرة "إسرائيل، إضافة إلى فشل التغيير في مصر ونكوص الإخوان المسلمين بعد الإنقلاب العسكري الذي قاده السيسي، وهو كما هو معروف وزير الدفاع الذي عينه الرئيس المعزول مرسي.
نعود إلى المغرب العربي وبالتحديد الجزائر، وإلى ما قاله المتصهين ساركوزي الذي جدد صهيونيته مؤخرا بزيارته لمستدمرة إسرائيل، وتصريحاته المشينة بحق الفلسطينيين، وأن "إسرائيل" لليهود فقط، ولا أدري هل هناك رابط بين موقفه وموقف الحكم الفرنسي الحالي بقيادة أولاند، وأعني بذلك تراجع فرنسا عن قرارها بخصوص القضية الفلسطينية وحل الدولتين، ويبدو أن الأخبار وصلت باريس متأخرة، ومفادها أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، نكتة سمجة، وأن الدولة الفلسطينية الموعودة لن تخرج عن نطاق الورق فقط، وهذا قرار إقليمي قبل أن يكون دوليا.
شيطان الدمار العربي هذه الأيام يحوم فعلا فوق الجزائر بعد أن وضع بيوضه في منطقة الخليج، بمعنى أن الجزائر سيتم العبث فيها بعد أن تحسم الأمور في الخليج، على إثر ما يجري بين السعودية والحوثيين، وهذا بطبيعة الحال هو مخطط الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد لا فرق، حيث تقسيم المقسم، وشطب معاهدة سايكس – بيكو، وإحلال خارطة جديدة محلها، تقوم على الكنتنة أي تقسيم الدول الوطنية أو القطرية بضم القاف إلى كانتونات إثنية وعرقية ومذهبية وطائفية، وهذا ما بدأ يظهر غير حيي في الجزائر.
هذا الحديث بات هذه الأيام علنا، وتحديدا بعد جرائم الغرداية الإرهابية التي راح ضحيتها المئات بين قتلى وجرحى، ناهيك عن الحمل الثقيل الذي خلفته هذه الجرائم على الشعب الجزائري أولا، وأعني بذلك الحديث عن الإباضية في الجزائر ووصفها بالمنحرفة وهذا مؤشر قوي على قرب التفجير في الجزائر.
ما جرى في الغرداية يشي بكل شيء، وعناصر التوقعات فيها إرتقت إلى الأدلة، إذ ما ذا يعني قيام ملثمين مجهولين بالتجوال على دراجاتهم النارية في الغرداية عقب التفجيرات، والأسئلة كثيرة بشأنهم :من هم ؟ وماذا يريدون ؟ ومن أين أتوا ؟ومن وراءهم ؟ولماذا لم تعتقلهم الأجهزة الأمنية الجزائرية ؟
ومن الدلائل على قرب تفجير الجزائر ما نراه من تسخين مقصود في وسائل الإعلام، وثنايا الرأي العام الجزائري، حيث يصف البعض ما يحصل في الجزائر بالحرب الأهلية، وهناك من يقول أن الطائفية برزت قرونها في الجزائر، وآخرون يقولون أن العشائرية والقبلية أصبحت قنابل متفجرة في الجزائر .
التحشيد في الجزائر بدأ يأخذ مناح خطيرة أخرى، ومنها توجيه الإتهامات الصريحة لقوات الأمن الوطني الجزائرية بالتواطؤ ضد سكان المزابيين الأمازيغ، وهذه مدخل صريح لتعميق المواجهات أولا بين الأمازيغ الذين طفت "قضيتهم " على السطح، وتحديدا بعد إندلاع حرائق "الربيع العربي، وبين العرب، علما أن الجميع كانوا سابقا جسدا واحدا، سوى بعض الظواهر الشاذة من ضعاف النفوس الذين إحتضنتهم بعض عواصم الغر ب ومستدمرة إسرائيل.
السيناريو الذي سنراه في الجزائر في الأيام القليلة المقبلة، هو أن فرع الخدمات الإستخبارية السرية الإسرائيلية "ISIS"، الملقب بداعش، والمرتزقة في عصابة "بلاك ووترز" الإرهابية، سيظهرون في صحراء الجزائر وتحديدا في الجنوب، للإنطلاق من غرداية إلى بقية أنحاء الجزائر، لتنفيذ المخطط المرسوم له في المنطقة.