مصيبة المخدرات .. من يعلق الجرس؟!
شحاده أبو بقر
13-07-2015 02:08 PM
نسمع العجب عن انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في بلدنا، ولا يكاد حديث المجالس يخلو من تندر الجميع بهذه المصيبة التي تتمدد في القرى والبوادي والمخيمات قبل المدن، وعلى نحو يرعب الجميع، شباب في مقتبل العمر ومن الجنسين، يفقدون مستقبلهم وحياتهم كلها جراء الابتلاء بهذه المصيبة التي تتهدد بلدنا كله، عندما يقال لنا ان جرائم القتل التي تخلفها الشجارات المتكررة في مجتمعنا، ناجمة في الاصل عن فقدان العقل بسبب تعاطي هذا السم الزعاف.
لا نكاد نتصور مدى تحجر انسانية وضمائر اؤلئك الباحثين عن الثروة على انقاض الجيل من ابناء جلدتهم، عندما يفقدون الوازع الذي يمنعهم من الاتجار بهذا السم القاتل بحثا عن الثراء، لكنهم موجودون في بلدنا وسائر بلدان الكوكب، وهم يتكاثرون تباعا وبالذات في بيئات الفقر والبطالة وما ينجم عنهما من نقمة على الحياة بمجملها، ونتساءل هنا، عن دور الناس الراشدين من رجال الدولة وقادة المجتمعات المحلية ان وجدوا، في النهوض بالواجب ان لم يكن رحمة بالبلد، فاستجابة للضمير العام الذي يفترض ان يوخز ضمائرهم امام تفشي هذه المصيبة التي تنعكس اثارها المدمرة علينا جميعا بلا استثناء.
نتابع الاف الندوات والمحاضرات التي تتحدث جميعها في السياسة حصرا دون سواها، ونستغرب صمت الجميع عن مصيبة المخدرات التي تنتج قتلا بدم متجمد وبلا سبب، مع ما يتبع ذلك من حرائق وجلوات وثارات وتفكك لمجمل المنظومة القيمية الاخلاقية في المجتمع، ونتساءل عن ادوار الاحزاب والجامعات ورجال الدين لو صحت التسمية ومؤسسات المجتمع المدني وسائر الاطر الوطنية الاهلية التي يغيب اي اثر لها على هذا الصعيد.
صحيح ان لدينا ادارات رسمية فاعلة في مجال المكافحة والمتابعه، لكنها تبقى عاجزة اذا لم نرفدها بالدعم والمساعدة بروح وطنية انسانية صادقة وعلى هيئة حملة وطنية كبرى وشاملة قبل فوات الاوان، فمصيبة المخدرات في ازدياد كما نسمع كل يوم، ونتائجها الكارثية في ازدياد، والكل منا يتحدث في امرها سرا دون ان يجرؤ على الجهر لمحددات اجتماعية واهيه، في وقت ندرك فيه كلنا ان ما من احد منا في مامن من خطرها بعد ان اصبحت مصيبة بحق.
نتطلع الى حراك حكومي اهلي مؤثر لتدارك هذه المصيبة الاخذة في التمدد كل يوم، وذلك واجب وطني واخلاقي وانساني وديني يتقدم على كل واجب غيره، فلم يعد مقبولا ابدا ترك شبابنا نهبا لهذا الداء القاتل اللعين الذي سيصيب شره وشرره كل بيت من بيوتنا ان نحن تخاذلنا او اهملنا وانتظرنا مصيرنا المحتوم. المخدرات مصيبة لا يسكت عنها الا جاهل او حتى مغرض، فمن يعلق الجرس. والله من وراء القصد.