عمون - محمد الصالح - جاءت لتمثل ثغر الأردن الباسم في العبدلي ولتخدم أبناءه فأمضت حياتها خلال السنوات الأخيرة الماضية بين العاصمة والعقبة..

انها أول عقباوية تصل لمجلس النواب النائب تمام الرياطي، رئيسة لجنة الرياضة والشباب النيابية.

تقول "أم محمد" في حوار مع "عمون" إنها تمضي وقتها في شهر رمضان المبارك بأعمال الخير من خلال الجمعية الخيرية التي تشارك بها لخدمة أهل العقبة وتوزيع الطرود الخيرية للمحتاجين، إضافة إلى اقامة افطار للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وتوزيع كوبونات بقيمة 20 ديناراً ليتمكنوا من شراء ملابس عيد الفطر.

تمنح "أم محمد" جهداً كبيراً للعمل لخدمة العقبة ومواطنيها بالرغم من انها أم لثلاثة من الأبناء اكبرهم "محمد" الذي يكمل تعليمه الجامعي في ماليزيا على نفقتها الخاصة، فيما ابنتها في الثانوية العامة وابنها اخر العنقود عمره 13 عاما.

وبالرغم من حجم انشغالها الكبير تواصل دراستها العليا في الجامعة الأردنية في دراسات المرأة.
وعن ضغط العمل النيابي على اسرتها تقول "أم محمد": "تعودت اسرتي على عملي الطويل لأنني كنت موظفة في وزارة التنمية الاجتماعية وزوجي من الداعمين لي باستمرار".
وتؤكد أنها من اكثر النواب معاناة في العقبة فهي أول عقباوية تصل للبرلمان منذ دخولها له في المجلس الماضي السادس عشر، لهذا فهو يتطلب منها القيام بدور مضاعف، خصوصا أنه يوجد عزوف من سيدات العقبة عن الترشح للمجلس النيابي، لهذا تطالب بدورات تشجع المرأة في العقبة على العمل البرلماني وخوض التجربة.

وعن وجبتها المفضلة في الشهر الفضيل تقول :"انا لا افضل شيئا معيناً ولكن ابنائي يفضلون المقلوبة".

وتضيف أنها تصحو باكرا لتصلي صلاة الفجر في الشهر الفضيل ثم تبدأ بالطبخ مباشرة لأبنائها لتكون وجبتهم لإفطار شهر رمضان ثم تذهب عبر استخدامها لباصات "جت" أو الطائرة للقدوم إلى عمان لمتابعة طلبات المواطنين والمشاركة في جلسات مجلس النواب.

وردا على سؤال لماذا لم تسكن عمان وتترك العقبة تقول :"هذا الأمر مرفوض أن اسكن في عمان بالرغم من أنه اريح لي من التعب لكنني افضل أن ابقى في العقبة بالقرب من قاعدتي الانتخابية".

وعن الفرق بين تجربتها في المجلس الماضي والمجلس الحالي تقول النائب الرياطي :"أصبحت في التجربة الثانية اكثر خبرة بالعمل البرلماني واكثر الماما".

وتعتقد أن المجلس السادس عشر ضم اعضاء اكثر من النواب ممن هم اكثر تحملا للمسؤولية من حيث العمل البرلماني والرقابة والتشريع، في حين أن تجربة المجلس الحالي اكثر تحديا بسبب الصعوبات التي تواجه النواب في خدمة المواطنين.

وتشير إلى أنها مع تفريغ النائب للعمل التشريعي والرقابي، إلا ان المواطنين يرغبون بالخدمات حتى على مستوى التعيينات والانتدابات وتعيين المراسلين والأذنة.

وتعتبر أن تقصير الحكومات المتعاقبة في تحقيق التنمية في المحافظات زاد من العبء على النواب من قبل المواطنين.

وعن رأيها في مشروع اللامركزية تقول :"اللامركزية جيدة اذا طبقت بالشكل الصحيح، واللامركزية مطبقة في العقبة منذ عام 2000، بالرغم من استمرار المناكفات بين رئيس السلطة والمحافظ على الصلاحيات في وقت سابق".

وتضيف "حاليا في العقبة الأمور مناطة برئيس السلطة والجانب الأمني في المحافظة مناط بالمحافظ، إلا أن تطبيق اللامركزية تحديدا في العقبة بحسب مشروع القانون المنظور أمام مجلس النواب قد يعيد فوضى الصلاحيات بين المسؤولين في العقبة.
وبخصوص تجربة العقبة كمنطقة اقتصادية خاصة تقول النائب الرياطي :"العقبة رؤية ملكية ارادها جلالة الملك عبد الله الثاني وانا انظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس، وافضل معالجة السلبيات وتعظيم الانجازات".

وتقول "إن بعض المواطنين من اهالي المحافظة يشعرون أنه لا يوجد فائدة مباشرة من العقبة ولا وجود لممثلين لهم كونه لا يوجد فيها بلدية، إلا أنه في واقع الحال يوجد تمثيل لأبناء العقبة حاليا في مجلس مفوضي العقبة".

وتضيف الرياطي أن الحديث عن الفساد في منطقة العقبة بشكل مستمر شكل عاملا طاردا للمستثمرين منها، مؤكدة ضرورة معالجة مواطن الخلل لكن دون المبالغة في ذلك.

ولا تنكر أن بعض رؤساء السلطة الذي تعاقبوا عليها اساءوا للعقبة ولتجربتها كثيرا في السنوات الماضية.

وتقترح أن يتم تشكيل لجنة لتقييم تجربة العقبة كمنطقة اقتصادية خاصة لتعزيز الايجابيات ومعالجة السلبيات، لأن أي مشروع في الدنيا بحاجة لوقفة تقييمية ولتعديل لقانون السلطة ليتواءم مع التطورات المستمرة.



وعن اعتراض بعض اهالي العقبة على سياسة السلطة تقول "بخصوص التعيينات كان اهل العقبة يرفضون التعيينات في السلطة سابقا لكن بعد استقرت امور العقبة الخاصة طالبوا بالتعيين".

وتشير إلى أن مجموعة كبيرة من أهالي العقبة مع تجربة العقبة الخاصة ومع تطويرها، بالرغم من وجود مجموعة لم تشعر بالتنمية وعوائدها على المحافظة.

وتؤكد أن ارضاء الناس غاية لا تدرك وتقول :"يسعى الرئيس الحالي للسلطة إلى تطبيق القانون على الجميع بلا تمييز، خصوصا أنه في الأعوام الأخيرة انتشرت العشوائيات التي تستغل بطرق غير قانونية وتجاوزات على الارصفة".

وتضيف أن المنزعجين من تطبيق القانون هم من يعترضون على اجراءات رئيس السلطة الجديد.

وعن دور المرأة في البرلمان تقول الرياطي :"يوجد تطور واضح في اداء المرأة النيابي حيث تولت رئاسة لجان في المجلس ومقررات للجان أخرى ومقررات ايضا، إضافة لتأسيسهن لملتقى البرلمانيات".

وتطالب وسائل الاعلام بانصاف المرأة البرلمانية، وتؤكد أن الإعلام له دور كبير في اظهار صورة المرأة، إلا أن بعض وسائل الاعلام لا تركز إلا على السلبيات.

وعن عملها كرئيسة للجنة الرياضة والشباب النيابية تقول :"اخترت اللجنة كسيدة لأنني العربية الوحدية في منتدى الشباب في الاتحاد الدولي البرلماني، ولأنني اشعر بأن الشباب فئة مهمشة في المجتمع الأردني، إضافة لتهميش الرياضة"، وأيضاً لقناعتها أن "العقل السليم في الجسم السليم"، تسعى لتحسين ظروف الشباب الأردني والرياضة الأردنية.

وتضيف أن الحكومة استجابت للعديد من مطالبات اللجنة، اضافة إلى مطالبة الحكومة باعفاء المعدات الرياضية من الجمارك والضرائب، ومخاطبة قطاع الطاقة لاحتساب كهرباء المراكز الشبايبة والنوادي الرياضية على حساب الكهرباء المنزلية وليست التجارية.

وتشير إلى أن اللجنة ستقدم مقترحين بقانون الأول لمكافحة المنشطات الرياضية والثاني حول شغب الملاعب، خصوصا أن الأردن مقبل على استضافة كأس العالم للشابات.

وتطالب بأن يكون هناك ممثل للشباب والرياضة في مجلس الوزراء حول قرارات المجلس بخصوص الرياضة والشباب.