لن أقحم نفسي في صراع المصالح الذي يجري هذه المرة نهارا جهارا بين فرقاء لكل اجندته و حساباته الضيقة وكذلك توقعاته واماله وتخرصاته...
للأسف ... الغائب عن معادلة الفرقاء هو مصلحة الوطن التي يظن كل طرف انه يحتكرها وينافح عنها ويقاتل من أجلها ..المشهد كما يبدو ليس جدلا بين فكرتين او برنامجين اوتوجهين او مدرستين في الإدارة والاقتصاد والسياسة ،إنما صراع بين مراكز قوى تحرك بعض الاقلام في الوسط الصحفي ليخوضوا معارك بالإنابة ، يشارك بها – عن دون معرفة لما وراء الأكمة - الأبرياء بتعليقاتهم التي تم توظيفها نقلاً، بلؤم، لصالح هذا الفريق او ذاك.
لقد تداخلت الأسئلة حتى غدت سؤالا واستجداء وتكسبا...فبتنا كالأحجار الصلدة التي كلما صببت عليها الماء فانها ترفض أن تحتفظ بقطرة واحدة منه .... رحمة بالوطن ايها الاخوة ..وتبا لتلك الحسابات التي تبنى على باطل وفي العتمة وتحت وقع وتوقع وامل لا يدوم.
ما قاله احد المفكرين المعاصرين وهو "الفن توفلر" في كتابه الشهير حضارة الموجة الثالثة "السؤال الصحيح خير من الجواب الصحيح للسؤال الخطأ" ينطبق تماما على ما يجري فأسئلة القوم تقود الى استنتاجات خاطئة بالضرورة والإجابات عليها تدخلنا في نفق الانشغال عن البناء والانجاز في معارك فرعية صغيرة بحجم ما يقال ويكتب ...
أعتذر للأحبة ...ولكنها محاولة للفهم بعيدا عن مفردات استخدمت في سجال لا يقودنا إلا الى مزيد من التشرذم والتشظي والفرقة ...