وصل سعر الليمون في العشر الأواخر من الراتب الى ثلاثة دنانير للكيلو الواحدة، حيث انقسمت الناس الى فسطاطين؛ فسطاط ظلوا يشترون الليمون ويتذمرون على الميزان، وقسم آخر اكتفى بالتذمّر والدعاء على المسؤولين بالشهر الفضيل دون الشراء.. وقد شتم ختيار الربيعَ العربي أمامي عندما اكتشف أن سعر كيلو الليمون يعادل «يوميته» في حراسة بناية تحت الإنشاء ، لكنه لم يعلق عندما رأى على نفس البسطة «3 علب فراولة بليرة»... وكأن الربيع العربي مرهون فقط بزهر الليمون أو أبعد...
السؤال الأهم.... ترى هل سأنقل الى (ccu) بسبب نقصان الليمون في الدم؟.. هل سيفسد صومي لو لم أفطر على ليمون؟...هل تتوقف الحياة.. وتنشل حركة السير.. ونؤجل رحلات الملكية.. بسبب ارتفاع سعر الليمون... ارتفع سعر الليمون «طز طاخ».. سأستخدم ملح الليمون أرخص ونفس الطعم .. لن أدع أحدا يتحكم بي بدءاً من راس البصل وانتهاء بحبة الليمون، لن تتوقف الحياة عند احد او على أحد على الإطلاق..
**
البيوت دول صغيرة، ان لم تدر جيداً ستعاني من مديونية متفاقمة زي «حالاتنا» أو ازمات اقتصادية خانقة كاليونان.. وربة البيت هي السلطة التنفيذية المطلوب منها ادارة الموارد والتكيف مع الظروف المحيطة، كانت امي تنشّف البندروة وتعصرها وتصنع منها «رب البندورة» المركزّ و الحقيقي ايام الصيف عندما ينحدر سعرها ، وتستخدمها في الطبخ ايام الشتاء عندما تنفقد من السوق او يرتفع سعرها، كانت أمي تصنع «المخلل» عندما يبدأ موسمه وتخزّنه لرمضان وأحياناً لأيام الشتاء، كانت تخبىء الرمّان أسفل النملية لشهور طويلة احتياطاً ربما تشتهي جارة أو قريبة «وحّامة» الرمان في فصل الربيع او في كوانين... الملوخية، الليمون ، الباميا ،تجفف كل شيء وتحتفظ به في غرفة الخزين، تصنع من الفواكه قبل التلف «مربى» ، ومن التفاح خلا .. كانت أمي «نملة سليمان» التوكل عندها لا يعني الاتكال، طيلة ستين عاماً لم يهمها ارتفاع الاسعار او ندرة السلع... وطيلة ستين عاماً لم نجع يوماً او نفقر أو نُبتزّ او نعرى أو نحتاج أحدا...
باختصار الأم العظمى...دولة عظمى..
الرأي