العودة إلى عمان في الحرب اليمنية
طارق مصاروة
11-07-2015 04:05 AM
لا شيء يمنع استمرار «هدنة الجوع» إلى ما بعد رمضان في اليمن. فحرب التخلف هذه يمكن أن تستمر لسنوات كما استمرت حروب الملكية - والجمهورية لخمسة أعوام قادمة.
.. ونقول أن نحاول كشف الأسرار: لا شيء يمنع المتحاربين العودة إلى تسييس الخلاف، والقدوم إلى عمان، وإلى فندق الأردن ذاته للوصول إلى الحل السياسي. ونزعم أن وجود شخصية رسمية رفيعة كرئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية في عمان، ووزير الخارجية السعودية يمكن أن يكون بداية عمل جاد يعيد اليمنيين إلى جادة العقل، وإلقاء السلاح وتشكيل حكومة ائتلاف وطني تلملم الجراح، وتستدعي الشعب إلى انتخابات تعيد إليه وحدته، وحريته وكرامته.
لقد كنا ننعم برؤية زعماء اليمن ببساطة مظهرهم، وهدوئهم، وعفويتهم بيننا في عمان، وكان من السهل الجلوس إلى المشير السلال والتحدث إليه دون استحضار صورته الاخرى التي شوهها الاعلام كما شوّه الصورة اليمنية كلها. فقد كان أمن مؤتمر اليمنيين محدوداً.. وكانت طيبة المغفور له سيدنا تملأ ابهاء المكان, وحركة الناس, ولغتهم ومناقشاتهم. وقد غادر الجميع عمان, وهم كما ارادوا ان يكونوا شعباً واحداً. فاليمن هو المكان الوحيد في العالم الذي يملك كل مواطن سلاحه الذي قد يكون دبابة, او يقتصر على الرشاشة الاعجوبة الكلاشينيكوف. ومع ذلك فإن هذا السلاح هو الاقل استعمالاً في العالم.. حتى تصل اليمن رياح السموم القادمة من الخارج فيكون مهد العروبة شعوباً وقبائل تتحارب, بدل ان تتعارف ويكون اكرمهم اكثرهم عنفاً وتجبراً.
الحوثيون يخرجون على الدولة ويحتلون المدن التي لا تدين بمذهبهم, وبخدعة من رئيس مخلوع يهيمن على الجيش بعد ثلاثين عاماً من تصنيعه, يتم تسليمهم السلاح الثقيل.. وادوات الحرب.. وعسكرها وقد كان واضحا منذ البداية ان الحوثيين لا يريدون تشكيل حكومة لانهم لا يستطيعون حكم اليمن، وانما هم يريدون الهيمنة على الحكم والبلد.
وسبحان الله فحزب الله اللبناني كذلك: انه قادر على احتلال كل لبنان، وعلى هزيمة الجيش اللبناني ولكنه لا يفعل ذلك لانه لا يستطيع حكم لبنان لا باسم الله، ولا بالديمقراطية، ولا بالمواثيق الوطنية، والطائف، والدوحة، لانه قوة طائفية لا تجد نفسها في لبنان الوطن، وانما في الرابطة المذهبية، والولي الفقيه.
قد يكون الحوثيون اكثر براءة من حزب الله اللبناني، فيقبلوا مؤتمرا في عمان او في اي مكان اخر، ويتحول بقدرة القادر من «الزيدية» الى «اليمنية» فحتى الان لم تقرر طهران الاعتراف بدولة اسمها لبنان او اليمن او سوريا او العراق، فهي معنية بالهيمنة والمساومة على شعوب اخرى.. غير ايرانية.
الرأي