الساسة في إسرائيل يختلفون في طرائق وفنون الإستجداء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان يستجدي «الأصوات» ليفوز وحزبه الليكود في الإنتخابات التشريعية الماضية وما قبلها.. بوضع وقف البرنامج النووي الإيراني في أولوياته حيث كان يقول في حملاته الإنتخابية: أنه المرشح الأقدر على الوقوف في وجه التهديد الإيراني والتهديد المرتبط بالصورايخ.. و هذه مهمتي الأولى لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي ترى منه إسرائيل تهديداً بوجودها في حين أكدت إيران أكثر من مرة أن نشاطها النووي هذا هو نشاط مدني و لا يخفي أي هدف عسكري سري .
ويلاحظ في حملات نتنياهو الإنتخابية هذه أنه لم يأت على ذكر الملف الفلسطيني و بعد أن حسم أمره بهذا الشأن بسبب الضعف العربي والتهاء الاقطار العربية في ثورات عابثة ومشبوهة.. حيث أكد نتنياهو أن القدس كلها عاصمة إسرائيل الى الأبد.. و غير قابلة للتقسيم ..و تحت السيادة الإسرائيلية , ولإسرائيل الحق في الإقامة و البناء والاستيطان فيها فيها مثل حقها في «يهودا و السامرة» أي الضفة الغربية , و الغور ستبقى فيه إسرائيل الى الأبد على الرغم أن الأسرة الدولية و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية رأت في هذا الإستيطان خطوات إستفزازية و غير معترف بها قانونياً و دولياً.
هناك طريقة أخرى مختلفة عن طريقة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو «للإستجداء» , فقد نهجت (20) شخصية إسرائيلية لاستجداء «السلام» هذه المرة و ليس إستجداء «الأصوات» .. فقد توجهت هذه الشخصيات برئاسة (ألون يائيل) برسائل استجداء الى الأمين العام للأمم المتحدة و رئيس الإتحاد الأوروبي و رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس الإتحاد الروسي و رئيس الجامعة العربية و رؤوساء دول عربية و أوروبية و آسيوية و أفريقية و غيرها تطالبها «الإعتراف الكامل» بدولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 حزيران 1967 و كاملة العضوية في الأمم المتحدة , و قال أحد الموقعين على هذه الرسالة «ألون يائيل» و هو شخصية إسرائيلية معروفة : «نأمل أن تكون رسالتنا هذه تساعد الشعبيين الفلسطيني و الإسرائيلي للتقدم نحو السلام واصفاً طروحات نتنياهو بأنها مضللة وفاشلة للوصول الى السلام".
وكما يبدو لم تأبه الحكومة الإسرائيلية الحالية لهذه الرسالة التحذيرية والخارحة من داخل «البيت الإسرائيلي» و من شخصيات إسرائيلية كانت ذات يوم و ما زال الكثير منها في مواقع علمية و أكاديمية وعسكرية هامة ولهم استشرافات وتنبؤات حول المستقبل الإسرائيلي القريب و البعيد .. و حسب رؤى و توقعات عدد من هذه الشخصيات : « فقد يصحو الإسرائيليون «ذات يوم» و هم بلا حدود دولية رسمية وكما كانوا قبل العام 1948 و ربما أسوأ من ذلك ..!!
الرأي