عندما قيل إن هناك تجديدا عند حلول كل مئوية، أخذ العرب هذا الكلام على غير محمل الجد، ذلك أنهم لا يعملون العقل، ولا يقرأون، وإن قرأوا لا يفهمون بين السطور، كما وصفنا الإرهابي موشيه دايان الذي تسلم مساحات شاسعة من الدول العربية التي يطلق عليها دول الطوق، علما أنه أعلن عن خطته، وهي تحاكي ما جرى عام 1948، وعندما سألوه: ألا تخشى يا جنرال أن يسمع العرب هذا الكلام؟ عندها ضحك وقال قولته المشهورة.
لدينا مئويتان استقبلناهما بدماء بريئة سالت، وبكرامات شعوب بسيطة هدرت، وهما مئوية معاهدة سايكس – بيكو، التي ستهل علينا في العام المقبل، ومئوية وعد بلفور التي ستهل علينا في العام الذي يليه.
وعند نهاية المئوية الأولى وأعني سايكس –بيكو، سنكرس دخولنا - بفضل عدم حكم أنفسنا بأنفسنا أولا، وبعدم وجود أحزاب معارضة أو حتى موالية حقيقية، ذات برامج تتضمن بندا هو : ماذا سنفعل في اليوم التالي لإسقاط الحاكم الفاسد!! - في مرحلة مشروع الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد لا فرق، كما رأينا في تونس وليبيا ومصر، وبالكنز اليهودي الأسود الذي طلع لنا في يوم أغبر، ألا وهوالخوارج الجدد/ فرع الخدمات الإستخبارية السرية الإسرائيلية "ISIS"، الذي تحول من "البلاك ووترز" إلى داعش، والراغب بإقامة دولة الخلافة الإسلامية على كافة مساحة العالم! وبدأ بالذبح وقتل المسيحيين والمسلمين السنة والأكراد والأقليات الأخرى، وكل ذلك يندرج تحت بند في الخطط الصهيونية القاضية بتمزيق العالمين العربي والإسلامي، مكافأة لهما على صمتهما المطبق إلى حد التحالف مع مستدمرة إسرائيل.
عند بداية المئوية الثانية لسايكس –بيكو، سنشهد شطبا أو بداية شطب رسمي لخارطة سايكس –بيكو التي خلقت لنا الدولة القطرية "بضم القاف، أو ما يسمونها بالدولة الوطنية، التي صدقت الكذبة، أنها دولة بمعنى الكلمة ولها جيش وشرطة وعلم ونشيد وطني ولها سفارات في الخارج وفيها سفارات للخارج، دون أن تعلم أن "القاتل الإقتصادي " بفساده تغلغل فيها، وتركها بعيدة عن المحجة البيضاء ينخرها العفن، ولذلك سهل على داعش العبث فيها حسب ما هو مرسوم له صهيونيا.
أما المئوية التي ستهل علينا في العام 2017 وهي وعد بلفور الذي قضى بمنح يهود فلسطين وطنا قوميا لهم، وإستثنى شرق الأردن، الأمر الذي أثار غضب يهود على بريطانيا الرحم الرئيسي الذي إنبثقت عنه مستدمرة إسرائيل.
وستشهد المنطقة تحولا وتطورا كبيرين بعد إنتهاء هذه المئوية، وسيظهر علينا أن مستدمرة إسرائيل قد تحولت وبموافقة عربية وإسلامية إلى دولة خاصة باليهود، وسيتم طرد الفلسطينيين منها إلى الأردن وبالتوافق، كما سيتم حل السلطة الفلسطينية، بعد إنفصال إمارة غزة الإسلامية الفلسطينة الحمساوية، التي سيلتهما داعش لاحقا طبقا للمخطط، وتسليم أشلاء الضفة الفلسطينية المكتظة بالسكان والوعرة التي تخلو من الثروات الطبيعة، إلى الأردن ضمن ما يطلق عليه أولا الكونفدرالية الأردنية – الفلسطينية، أو ما بدأ يتكرس شيئا فشيئا الأردن الكبير، والذي ربما سيتكرس إسمه "المملكة العربية المتحدة " وهذا ما أطلق عليه سابقا وتمسكت به مستدمرة إسرائيل وهو الخيار الأردني.
العام المقبل يحمل لنا الكثير من أشكال الحسم في القضايا التي تنزف دما في المنطقة منذ أكثر من أربع سنوات، وما أطلق عليه زورا وبهتانا "الربيع العربي"، وسيكون الحسم الأول في سوريا بعد عملية الكماشة، ويلي ذلك إقتحام دموي لداعش –ووتر بلاك، لمخيمات لبنان للاجئين الفلسطينيين، لذبح من يمكن ذبحهم وإجبار البقية على الإنتقال إلى الأردن، ولا ننسى ما حصل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا وكيف إنسحب الجيش السوري من أمامه وسهل له إقتحام المخيم ليذبح ما يشاء.
في العام المقبل أيضا سيكون هناك حسم في الخليج وسترى دولا كانت كبيرة وقد جرى تقسيمها إلى دويلات، كما أن مصر ستتوغل في الدم، وسيكتشف الجيش المصري أن السيسي يعمل على توريطه وإضعافه، فيقوم بعض الضباط الأحرار بالإنقلاب عليه وقتله، ولكن بعد أن تكون المحروسة مصر قد أخذت حظها من الحقد اليهودي القديم.