توالي التعازي بوفاة الامير سعود الفيصل وجه الدبلوماسية السعودية طوال عقود
10-07-2015 09:31 PM
عمون - (أ ف ب) - توالت التعازي الجمعة بوفاة سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق، والذي وصف بعميد وزراء الخارجية في العالم، وتخللها اشادات بدبلوماسي مخضرم واجه العديد من الازمات الاقليمية ومد الجسور مع الدول الغربية.
والامير سعود الفيصل هو وزير الخارجية الوحيد في العالم الذي شغل منصبه اربعة عقود، وقد عمل في ظل اربعة ملوك في المملكة المصدرة الاولى للنفط حول العالم، قبل ان يطلب اعفاءه من مهامه في نيسان/ابريل الماضي لاسباب صحية.
وسيصلى على جثمانه بعد الساعة 17,00 ت.غ. في مكة المكرمة.
وقد نعت السعودية منتصف ليل الخميس الجمعة الامير سعود الفيصل.
وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي "انتقل الى رحمة الله تعالى هذا اليوم الخميس (..) في الولايات المتحدة الامريكية صاحب السمو الملكي الامير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية".
واضاف البيان "وسيصلى عليه (..) في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة العشاء يوم (غد) السبت"، من دون ان يحدد اسباب الوفاة.
وولد الفيصل في العام 1940، وكان من أبرز اعضاء النخبة السعودية الحاكمة. واعرب مسؤولون كبار في المملكة، الحليفة القديمة للولايات المتحدة، عن حزنهم على وفاة الفيصل.
وفي ردود الفعل الخارجية، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما في بيان، "أجيال من القادة الاميركيين والدبلوماسيين استفادت من رؤية الامير سعود الثاقبة ومن شخصيته وهدوئه وموهبته الدبلوماسية". وتابع ان الامير الراحل "كان مقتنعا باهمية العلاقات الاميركية السعودية وباضفاء الاستقرار والامن في الشرق الاوسط وخارجه، ولذلك فان العالم كله سيذكر ارثه".
اما وزير الخارجية الاميركي جون كيري فوصف سعود الفيصل "بالرجل ذو الخبرة الواسعة والمحب والوقور".
ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية الجمعة ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اتصل بالملك سلمان بن عبد العزيز وقدم تعازيه بوفاة الامير سعود الفيصل.
ونقلت الوكالة ايضا برقيات تعزية من وزيري خارجية الامارات والكويت، فضلا عن شيخ الازهر احمد الطيب الذي اشاد بـ"حنكتَه وخبرته الدبلوماسية التي ساهمت في تقدم ورخاء المملكة العربية السعودية، ودعم واستقرار العالمين العربي والإسلامي، كما أنَّ الشَّعبَ المصريَّ لا يمكن أن ينسي وقفاته التاريخية مع مصر".
كذلك أعرب مفتي مصر الدكتور شوقي علام عن "بالغ حزن وعميق أسى الأمتين الإسلامية والعربية" في وفاة الفيصل، وفق واس، التي نقلت ايضا تعزية كل من سلطنة عمان والاردن في بيان صادر عن وزارتي خارجيتهما.
ووصف وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الفيصل بـ"الدبلوماسي اللامع والمعطاء".
الى ذلك، قال رئيس الحكومة البريطاني دايفيد كاميرون انه هو وغيره استفادوا من "حكمة الامير سعود الفيصل الكبيرة في ادارة العلاقات الدولية خلال سنوات عمله الطويلة".
ومن جهته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الفيصل "عمل من دون كلل او ملل من اجل السلام والاستقرار في الشرق الاوسط".
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينمير قوله انه "برحيل الفيصل تفقد ألمانيا وجهاً معروفاً ومألوفاً لها له خبرة بالسياسة الدولية والحنكة الدبلوماسية على مدى أكثر من أربعين عاماً".
كذلك اعتبر مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز ان وفاة الفيصل "ليست خسارة للمملكة العربية السعودية فحسب (...) بل أيضاً لباكستان"، وفق الوكالة.
الى ذلك قال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في بيان انه "برحيل الأمير سعود الفيصل خسر لبنان صديقاً حقيقياً ونصيراً كبيراً (...) وقف إلى جانب لبنان في كثير من المحطات الصعبة وأسهم في المساعدة على حل أزماته، ومن أبرزها دوره في وضع اتفاق الطائف".
وعين الامير سعود وزيرا للخارجية في تشرين الاول/اكتوبر 1975 بعد سبعة اشهر من اغتيال والده الملك فيصل. وقام بدور فعال في الجهود التي افضت الى وضع حد للحرب اللبنانية (1975-1990)، كما قاد سياسة السعودية الخارجية ابان الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) ومع الغزو العراقي للكويت في 1990 وخلال حرب الخليج التي تبعته (1991) وصولا الى تحرير الكويت من قبل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة انطلاقا من السعودية.
وساهم الفيصل في الحفاظ على علاقات متينة بين السعودية والدول الغربية، وخصوصا الولايات المتحدة، فالامير الذي كان يزور واشنطن باستمرار ويستقبل المسؤولين الاميركيين في الرياض، كان ايضا يتمتع بعلاقات متينة مع قادة اوروبيين.
وسعود الفيصل، الذي عمل في ظل اربعة ملوك، ادى القسم اخر مرة في اذار/مارس بعد وصول الملك سلمان الى الحكم اثر وفاة شقيقه الملك عبد الله، وكان الفيصل وقتها في الولايات المتحدة لاجراء عملية جراحية في ظهره.
ومنعته مشاكله الصحية في ظهره من ممارسة هواياته ومنها قيادة السيارات والذهاب في رحلات في الصحراء.
وبعد تنحيه في نيسان/ابريل لاسباب صحية، تم تعيين سفير السعودية الى واشنطن عادل الجبير خلفا له، في خطوة بارزة للانتقال الى جيل جديد من القادة السعوديين.