قدر الكرك أن تحتضن جنازات سياسية
فارس الحباشنة
10-07-2015 07:40 PM
همام سعيد في الكرك، ماذا يمكن أن يُقال ؟
همام سعيد المراقبُ العامُ لجماعة الإخوان المسلمين في الكرك بضيافة نائب سابق ومعارض حالي، لا تعرف من يحتفل بمن؟.
ثمة سؤالٌ مثيرٌ يُصاغ وسط استعراضٍ "بوهيمي" و"هلامي" لا يُقبل أنّ يُسقط على واقع المدينة الثائرة غضباً على أكثر من ظلم أو أن يقع ذلك الاستعراض بين إحداثيات السياق السياسي العام للبلاد .
ثمة أدوارٌ في السياسة تُؤدّى بغباء وبلاهة، ولا أريد صرف ألفاظٍ أخرى ، والدولة بعسر مشروعها هي من انتجت هذا "الموديل" من هواة السياسة ومتسلقي ادراج السلطة، بالتزوير الانتخابي والواسطات الفئوية والجهوية والشللية وضعت أقدامهم على أدراج مراكز السلطة، ليشتموا عليلها الزاهي والبهي.
دراما الصراعات "الدنكوتشية " في حلبات الدولة ساعدتهم، كما بدا في سيناريوهات كثيرة لشخصيات سلطوية ركبت موجة الحراكات الشعبية لزرع أنيابها في مشاغبة سياسية قد تعيدها الى دائرة الضوء وتدور انتاجها في السلطة، البعض نجح والبعض اخفق ، ولا نريد الدخول في سجال طرح و"فرد" الاسماء .
اشتهى أولئك أن يكونوا في ساحة الانتقام من الدولة لا معارضتها، فثمة فاصل وعارض عميق بين سلوكي "الانتقام" و"المعارضة" ، واظهر ذلك بطريقة دراماتيكة في السياسة الاردنية خطابا أجوفاً وأعمى وغبى لا يجيد الا الشتم واللعن والسب والتهكم على الدولة .
**
لست هنا مدافعاً أو مهاجماً لطرف ما ، ولكني أنتصر للكرك لأكثر من سبب كما تعلمون، حينما يريد القدر بها أن تحتضن جنازات سياسية، فيبدو أننا وصلنا الى حال " الاحتفاء بالموت " ، وربما ذلك شاهد ومقدمة لسنوات عجاف على الجميع في الاردن ؟
في السياسة : المعارضة و المناكفة للسلطة شروط ضرورية، بل أنها حيوية لأي نظام سياسي، ولكن ما اقيم في الكرك "سيرك " أدير بحرفية بهلوانية "صفراء" تتجاوز كل حماقات السابقين ، هي أفعال بالفعل غريبة في بلدنا لا تجعل الدولة "دولة " ولا المعارضة " معارضة " و لا المجتمع " مجتمع " ..
أنها تشوهات و أمراض ظاهرية لعقم سياسي ، ويبدو أن الجميع في البلاد بلا هدف ، الكل ينتظر ما لا يعرفه ، انتظار في عالم المطلق ، بلا هدف و لا أفق ، ليس ثمة تصور أو مشروع عام يوحد ولو "احلام الناس"، جنوح جنوني لتوسيع الهوة بين السلطة والشعب ، وهذا ما يسمح لطحالب السياسة بان يتسع دورها وحضورها في مستنقع الفشل .
الشعب أمتص كل امكاناته في النمو والنهوض ، وبقي رهينة الانتظار ، بعد أن مضغت ماكينة السلطة والمعارضة من اخوان وغيرهم مرات عديدة مقدراته، وما زالت نخب السلطة والمعارضة ترفض الاعتراف بالفشل بادارة الازمات الاساسية، ليبقى الفشل هو العنوان الابرز والقرين الأوحد للقهر والاستبداد و الظلم.
**
تخيلت في الاردن أشياءً وأموراً كثيرة إلاّ أن أرى موكب خيول يستقبل همام سعيد في الكرك ، في ذلك الحال يقال الكثير والكثير ، فيبدو حقا أنها ارهاصات "النهايات "، وللحديث بقية قول .