-1-
الحب.. هو الكذبة التي نحب أن نصدقها جميعا، ونسعد بها، ونحن على يقين أنها ستنتهي بخيبة!
-2-
رسائل - إلى - فاطمة
أتدرين يا فاطمة؟ أنا لم أعد أدري!
أتعلمين ما الحب يا فاطمة؟ الحب أن يعود اليهود من حيث أتوا طوعاً أو كرهاً، وتتخلص فلسطين والأمَّة من سرطانهم!
أتدرين من اليتيم يا فاطمة؟ اليتيم يا فاطمة... يتيم الوطن!
أترين كل هذا الركام من الأرواح المعذبة، والخراب المشتعل في دمنا، أتدرين؟!
إنه يذكرني باحتراق الحطب إذ يتحول إلى دفء ولا ألذ في ليالي الشتاء، إنه الوعد بابتسامة تبحر وسط بحر غارق بالدموع!
ذلك الشال، كان بلون الفصول الأربعة، لهذا، كنت حينما أراك تصيبني قشعريرة الزمهرير والحمى في آن واحد، وتهوي بي الحرارة، من حدود الاشتعال، إلى حدود التجمد، يومها أيقنت يا فاطمة، أنك لم تكوني كائنا إنسيا بالكامل، وأيقنت أنه لا يمكن أن أعيش معك حياة «طبيعية»، لهذا، قررت أن أكتفي برؤيتك من بعيد!
مش فاضي أحب، أو ليس لدي وقت، لهذه المسخرة، أو ما في حد بستاهل، تلك عبارات لطالما سخرت منها، يا فاطمة، وعلمتني قبل رحيلك أن القلب الذي لا يمكنه أن يحب، إلا نفسه، حرام فيه الدم اللي بطفحه!
يا لله.. كم خشيت أن تردي على رسائلي!
أفضل ما في الحكاية، أنني لم أتلق -حتى الآن- ولو رداً واحداً على رسائلي، كم أخشى أن تنتهي الحكاية -أو على الأقل أن يتغير مسارها- مع أول رد!
أترين يا فاطمة... رغم «هشاشة» زهر اللوز ورقته، هو يقاوم ندف الثلج الذي جاءه متدثراً بالعاصفة، فأمسك بخناقه وبدا أنه يختنق به، ولكنه لم يستسلم له، وبقي بكامل عنفوانه، وبهائه، وعاد ليُعانق الشمس رافعا الرأس، بكل كبرياء، بعد أن تحول بياض الثلج إلى ذكرى، وبقي بياض زهر اللوز الناصع!!
-3-
آخر الكلام..
نحتاج كثيرا أن ننعزل كي نكون أكثر قدرة على مخالطة الآخرين!
..وهكذا انتهى بنا الأمر يا عزيزتي، أن نتحول إلى «فخ» نتربص بلحظة فرح لاصطيادها!
لم يبق من مباهج الدنيا شيء.. إلا أن لا تشعر بالألم!
ما بعد الأخير:
«المقاومة» أحيانا هي أن تسلب عدوك لذة الانتصار!
الدستور