في ماضي جميل ليس ببعيد , كانت وسائل الإعلام بشتى اطلالتها من مرأي ومسموع ومقروئ, تعمل على الرقي بإسمها, وإيصال الأخبار بطريقة منقحة مؤدبة طبعا مع القليل من النكهة المطلوبة من قبل المتلقي للإستمتاع بخبر سياسي خالي من الحياة, فقد كانت مهنية الإعلامي على رأس اولوياته, طبعا في ذلك الزمان كان لقب الأستاذ لا يؤخذ الا لمن يستحق ,فلقب كهذا يحمل في طياته الكثير-في ذاك الزمان- فلقب الأستاذ يعني مهذب انيق والأهم متقف ومنفتح ومحاور لبق , فعندما يكون الإعلامي استاذ يحمل هذه الصفات فلك ان تتخيل ,نوع الإعلام الذي سوف يقدم من قبله.
قليلون من يستحقون لقب أستاذ, وطبعا الإنفجار في عالم الإنترنت اخرج الكثير من المعتقدين بأهليتهم لهذا اللقب,ففي الماضي كانت الصحف لها مباني ومطابع وطواقم و عملية تسويق و البحث عن المعلومة, اما اليوم فالصحافة الإلكترونية تقوم بذلك,فلا حاجة للمطابع ولا للطاقم الكبير ,والأهم لا داعي للبحث فذاك للوكالات التي تقوم بالعمل المهني ,اما هذه الصحف فعملية النسخ واللصق شريطة "عدم ذكر المصدر"., واما لموضوع التسويق , الفيسبوك والتويتر يتكفلان بذلك , فعمل صفحة فيسبوكية ونشر الأخبار المعنونة بعلامة إستفهام لجذب العامة من الفئات الغلبانة.
بعض ما تسمى بالصحف, تستخدم صفحات الفيسبوك والتويتر كمصدر لها, و تبني خبرا كاملا بناءا على تغريدة, متجاوزة التصريحات والبينات الرسمية, ومن جهة اخرى اصبحت مواقع التواصل الإجتماعي صالونات سياسية,لتتفجر الى الصحف على شكل تصريحات ومقالات لأساتذة استحقوا اللقب في الإنتقال من بيج لأخر ومن قروب لأخر, وجمعوا من التعليقات والإعجابات ما يخولهم لذلك –برأيهم-. فكل ما يهم مهنية الصحف ليست حقيقة الخبر بل كمية القراءات للخبر وما يبنى على ذلك من إعلانات.
ففي هذه الأيام كثرت التصريحات والأراء المبنية على اوهام ومواقف تصل لحالة مرضية في العقول التي لا تفيد الا في التخريب وزيادة القلق وبث الرعب في قلوب الناس , فكما قال الأستاذ سمير الحياري على صفحته على الفيسبوك "مايجري على الساحة الاعلامية "فيلم هندي" انتبهوا للافراط في التصريحات والاوهام والمواقف .." و حقا قال في ذلك فكما سبقت كثرت التصريحات واصبح الجميع يتكلم بناءا على معلومات فيسبوكية وواتسأبية مخلوطة بفكر المؤامرة الكونية على الشخصية العربية,لذلك يجب التوقف عن التصريحات والنقد لغيرنا وفتح المجال لمن يحملون لقب الأستاذ بحق ,ولنصرح بيننا وبين انفسنا امورنا في اصلاح ذاتنا والله ولي التوفيق.