facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هيئة لمكافحة النفاق


شحاده أبو بقر
09-07-2015 01:49 PM

قال تعالى في محكم كتابه العزيز بعد بسم الله الرحمن الرحيم: ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع اذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا, صدق الله العظيم.

ونلحظ هنا, كيف يوازي خالق الكون ومدبر امره بين الكفر والنفاق, والمنافق اصطلاحا, هو من يظهر غير ما يخفي, اي هو كذاب في ما يقول وما يتخذ من مواقف, وليس سرا ان النفاق ينخر حياتنا نحن العرب، وفي المجالين العام والخاص على حد سواء، واشده خطرا وضررا، هو ما كان في المجال او القطاع العام، باعتبار ان شره ينعكس على القطاعات كافة افرادا وجماعات وعلى العامة جميعا.

الامر المستهجن وسط حالة استشراء النفاق، هو ان اصحاب القرار ممن يقودون هيئات وادارات واقساما وسوى ذلك، يستهويهم النفاق ويطربون لسماعه، حتى وهم يدركون تماما، انه مجرد نفاق مؤذ، فتراهم يأخذون بايدي المنافقين الذين يكيلون لهم المدح والتعبير عن الاعجاب الكاذب بمواقفهم وتصريحاتهم وخطبهم في المناسبات العامة وتميز اداراتهم وقراراتهم، ومن هنا يرتقي المنافقون في درجات المسؤوليه، ويتسنمون صهوة المواقع العامة ويتصرفون بشؤون الناس كما يحلو لهم، وبما يخدم مصالح المنافقين وحدهم، وبما يكفل لهم المزيد من التقدم تباعا في سلم المسؤوليه والتحكم بمصائر البلاد والعباد.

يبدأ المنافقون حياتهم صغارا ويظلون صغارا الى ان يتوفاهم الله جل جلاله، مهما تقدموا في سلم الوظيفة في اي قطاع كانوا، وهم يجيدون فنون التزلف الى المسؤول الاول في مؤسساتهم، يستحيل ان يقولوا له اخطات حتى لو اخطا، فهو في شريعتهم المزيفة على صواب دوما، وهو واستغفر الله سلفا، معصوم، وهم يتقنون فن فتح الابواب واغلاقها، وهم قارئون ماهرون لرغباته ومزاجه على مدار الساعات، وهم حريصون جدا على ان لا يرى غيرهم من زملاء العمل، فلا بد من ان يقتنع بان المؤسسة بدونهم الى ضياع، وانهم وحدهم صمام الامان للعمل، وهم دوما الاشد حرصا على تصيد اخطاء الناجحين المؤهلين في مؤسساتهم، ونقلها بدهاء وخبث الى ذلك المسؤول، فهم يرون في اؤلئك الناجحين في عملهم، مصدر تهديد مستمر لنفاقهم وتعريتهم امام ذلك المسؤول في لحظة ما، ولا حرج لديهم في دق الاسافين بحق اؤلئك الناجحين، لا بل ومقاربة الكذب بحقهم لدى ذلك المسؤول الاول وتباعا، وصولا الى ايغار صدره ضدهم.

والمنافقون اميون في الغالب فكريا وثقافيا، وهم اميون كذلك في سجايا الاخلاص والصدق والوفاء، والاوطان عندهم هي مصالحهم الخاصة وحسب، ولا شان لهم بمصلحة عامة حتى لو كان في غيابها هلاك البلاد والعباد، وهم معنيون فقط، بما يحقق لهم المزيد من الترقيات والمكاسب، ودونهم فليات الطوفان، ومؤهلهم الوحيد في الدنيا، هو النفاق وحسب، وهو وسيلتهم الوحيدة الى جني المغانم والمكاسب على حساب خلق الله من الشرفاء الانقياء الذين تابى عليهم تربيتهم وكراماتهم مقاربة النفاق تحت اي ظرف كان، ليس لانهم يتكبرون، وانما لانهم يستحون من الله اولا، ثم لانهم يخجلون من انفسهم ان هم انزلقوا الى هكذا منزلق خسيس تافه عنوانه النذالة لا غيرها ابدا، فالمنافقون تنقصهم الرجولة بكل ابعادها ومعانيها، وهم لا يواجهون ابدا، ويتصنعون المودة كاذبين ان هم التقوا من يكرهون من الشرفاء الطاهرين من كل نفاق.

النفاق والمنافقون خطر على البلاد والعباد ما بعده خطر، وهم اشد انواع الفساد ضررا على المجتمعات، وهم يلوثون كل مكان وحيثما كانوا، واجتثاثهم واجب كل حر شريف يتقي الله جلت قدرته، وتعريتهم واجب كل مدع للحرص على المصالح العامة لخلق الله سبحانه، ولهذا، فان تاسيس هيئة لمكافحة النفاق واجتثاث المنافقين الذين يعرفون انفسهم جيدا ويكابرون في ادعاء النقيض ليظهروا زورا كما لو كانوا محترمين وما هم بمحترمين، اهم بكثير جدا من كل الهيئات.

اعرف ان هذا الكلام لن يروق للمنافقين المتمترسين في مفاصل القطاعين العام والخاص، والعام بخاصه، وسيعلق بعضهم باسماء مستعارة تكشف بعضهم لي على الاقل، وللحديث بقية اكثر شفافية ان حاولوا، والرزق على واحد احد لا قبله ولا بعده، فلا نامت اعين الجبناء، والله وحده من وراء القصد، والحمد لله رب العالمين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :