كنت قد كتبت سابقا موضوعا بعنوان "أحببني غصب عنك" وكان حول العلاقات الزوجية وكيف أن طرفا يطلب الحب عنوة، إلى درجة يصبح الحب فيه خانقا للعلاقة وقاتلا لها.
والآن ومع التطور والانفتاح وظهور نجوم كثيرين في شتى المجالات أصبحنا نلحظ أن أن هنالك ديكتاتورية في فرض المشاعر الجمعية، وقلتها كثيرا وأقولها مجددا مجتمعنا يحب الحب، بمعنى انه دائم البحث عمن يعشقه ويتعلق به ويجد فيه المخلص ولهذا أسبابه النفسية والاجتماعية وهي ظاهرة صحية بمعنى أنها منتج لعدة عوامل.
الغريب في الأمر أننا نمارس ديكاتوريتنا في حبنا، ان احببنا شخصا فاننا لا نتقبل أن يكون الآخر غير مكترث أو غير محب، وفي ظاهرة التعلق بدعاة الدين تكون هنالك هجمات شرسة قد تصل حد تكفير من لا يحبهم، والسؤال:
هل الدعاة أنبياء؟ هل هم منزهون عن الخطأ؟ وهل يتذكر احدنا حينما يبدأ دفاعه وتجريحه لأي صاحب موقف مخالف قوله تعالى"اذهبا الى فرعون فقولا له قولا لينا" ونحن أي من ابتلينا بالحواس والفكر الناقد لسنا فراعنة ولم نتجبر لكن قد نختلف في الرأي لأن لنا زاويتنا الخاصة التي نحاكم فيها اية ظاهرة.
الحب والاعجاب لا يفرض على أحد ولا يجب أن يفرض ولو أن هؤلاء الدعاة كانوا قد أثروا بسلوكياتنا لتعلمنا منهم احترام مشاعر وآراء الآخرين، ليس مطلوبا مني حين اختلف معك بالرأي ان اجبرك على الاقتناع بقناعاتي وليس مطلوبا منك ايضا.
للأسف الفكر الداعشي بمعنى اقصاء الآخر المختلف عنا او معنا يسكن كل واحد فينا، وإشهار سيف الكلمة السوء ليست أقل شراسة من إشهار السيف.
لن أتحدث الآن عن محمد العريفي بما يكفي لانني لم أنهل من علمه بما يسمح، لكنني شاهدت له فيديو، يعطي فيه نصائح حول كيفية تخلص المحب من المحبوب، وكانت وسائله المقترحة ليست وسائل علمية، ولا دينية أيضا، فيقول حين تصحو من النوم تذكر رائحة عرق من تحب كي تنفر منه وأشياء أخرى يخجلني ذكرها، وقاعدة لا حياء في الدين لا تطبق هنا، فهنالك حلول أخرى، تذكر مثلا مساوئ الشخص السلوكية، وحقيقة دهشت لانه يربط بين النفور وبين عمليات بيولوجية لا دخل لها في العلاقة
ثم لماذا لم يذكر مثلا ان الميل حاجة انسانية لكن تهذيبها سلوكيا هو المطلوب، ولماذا لا يكون هذا الميل طريقا للزواج؟
هذا الفيديو اطلعتني عليه شقيقتي وقالت لي شعرت بعده بحاجتي للاستفراغ، لانه يذكر كل ما هو مقزز ومقرف غير ان هذه الطرق ليست الحل.
تلك كانت طريقته في الاصلاح النفسي الاجتماعي وهذه ملاحظتي عليها أما اصلاحاته الدينية فلم اطلع عليها بعد.
أحبوه، وأحبوه بشراسة وعودوا وأحبوا عمرو خالد لأنه اصدر رواية قمة في التفاهة وقد كان من قبل معبود النساء، احبوا من شئتم وكما تشاءون لكن لا تصادروا حق من لم يستطع ان يحب بنفس المقدار، وحب هؤلاء ليس مقياسا لدرجة تدين من يحب بل مقياسا لحاجته الى رمز المخلص من واقع أليم
لا إكراه في الدين كما لا إكراه في الحب.. والدين قرآن كريم وسنة نبوية وليس دعاة، وباستثناء الانبياء كل شخص معرض للنقد.. فلا تخلقوا اصناما مجددا
Dr.maysaquraan@yahoo.com