اعتقد من وجهة نظري الشخصية جدًا ونرجسية بحت ومنافقة خاصة وبراغماتــــــية ضيقة، ان اكون المستفيد الاول من غياب الجرأة والشـــجاعة والنزاهة والشفافية والوطنية والاخلاق عند لقائي سيد القصر، هو "انا نفسي"..اللقاء ترتيب من الظروف ليس إلّا.. حقًا إني استدعي السخرية!
بمجرد ترتيب اللقاء دارت في خلدي اشياء كثيرة، حقيقية لأجلي ولأجل مستقبل اولادي وبلادي، وان اقول الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة.. لكنني مثلهم؛ لم أقوَ على ذلك !!
سيدي.. الوطن بخير، و"حيطنا" عالٍ، ولا احد يستطيع تسلقه لشدة علوه وتحصينه، ولكن.. تجد من يخترق متانة السور وعلوه وشدة تحصيناته، او تسلقه!… وذلك بمجرد الدفع للحارس، ويكون الدخول عبر الابواب، من دون حاجة إلى التسلق، صدقوني لم أقل له ذلك.. حقًا وصلت إلى حَدٍ يستدعي السخرية!
لا تصدقوا، لم يتدخل؛ ماذا أنقل وماذا أقول، ولكن؛ يسكن بداخلي نمط من مسؤولية مستجدات الحياة الاردنية.. كيف يتجرأ شاب من عامة الناس، على انتقاد السادة، والتشكيك في النوايا الاصلاحية؟!.. وكيف لي أنا في حضرة الملك ان أزعجه؟!
.. تحدثت عن الذين نهبوا مقدرات الوطن وافلسوا خزينة الدولة، وباعوا الفوسفات، وسكنوا قصور دابوق، وسرقوا اراضي الدولة، ومياهها، وتوجيهي الدولة، حتى هواءها أفسدوه. وتحدثت عن المديونية، والتغييرات الخطيرة التي أصابت المجتمع، من منظومته الاخلاقية، الى التعليمية وعلاقات الناس المجتمعية.. إلى آخره، على شاكلة (.. يه )… حديثي ليس أمام الملك، لكنه بعد أن خرجت.. يا لها من مهزلة حقًا، تستدعي السخرية.. ومن المسؤول عمّا وصلت اليه حالتي؟!
فتحت "التابوهات" كلها، وتحدثت عن سلطة ورثها الأبناء والأحفاد عن اجدادهم، فامتلكت الجرأة للتطاول على الفسادين – حسبي، لا بقرارات قضائية – ولم اتوقف، وتحدثت عمّن ورطوا البلاد بمديونية فلكية، وأشرفوا على مشروعات فاشلة، من اجل – الله والوطن – وان يستعيد الشعب سلطته!.
لكن مهلا؛ اصدقائي.. لا تصدقوني،لا تأبهوا بما ثرثرت، انا من أولئك الذين يصدّعون رؤوسكم بما هب ودب.. كل دقيقة، فقد سرقوا احلامكم واشبعوكم شتما واهانة وابتزازا..انا هؤلاء جميعا.
الصيف ليس سحابة عابرة، والربيع فصل قصير في بلادنا، سيمضي مسرعا، ليحل صيف طويل مريح، في حال بقينا هكذا؟!
اسمح لي سيدي.. لم امتلك الشجاعة ولا الجرأة لأقول وانا في حضرتك: استبدلنا بغيرنا، واكسر قوالبنا.. فَلْ نَبنِ "الحارس" قبل السور.. نريد ان نعلي السور بالأسر المتعاضدة، والتعليم بالمعلم الكفؤ، والوعي والقدوة والشجاعة من الأم، ثم المناهج .. !
*لطفا (مرحلة 1994 – 2013 بحاجة الى "قص" ثم "ديليت" ووضعها في "سيركل بن".

"العرب اليوم"