غياب القيادات يعني الفوضى
شحاده أبو بقر
07-07-2015 01:57 PM
قبل التحول نحو ما نسميه الدولة المدنية, كان لدينا خزان تقليدي لانتاج القيادات المجتمعية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، عنوانه العشائر والعائلات والجيش والقوى الامنية والسلك الوظيفي المتقدم والقطاعات التربوية والاقتصادية والثقافية بعامة، وكانت لدينا كفاية جيدة وفاعلة وذات دور واثر في تلك القيادات المؤهلة فعلاً، لاشغال المواقع القيادية في مختلف مفاصل الدولة.
وبعد ذلك التحول النظري، بدا جليا ان البديل لتلك العناوين وهو الاحزاب السياسية تحديدا، عاجز حتى اللحظة عن انتاج قيادات مجتمعية ذات اثر وحضور في المجتمع، ولاسباب كثيرة لا مجال لذكرها ولم تعد تخفى على احد.
غياب انتاج المطلوب من تلك القيادات، جعل من القطاعات الاجتماعية رعايا بلا رعاة، ومن الطبيعي في ظل هكذا غياب , ان يشهد المجتمع امراضا ومشكلات غريبة عن تقاليده، لعل منها وعلى سبيل المثال لا الحصر , الطوشات والهوشات والمخدرات وشذوذ العادات وعموما تداعي منظومة القيم الاجتماعية التقليدية، فانت لم تعد تجد من يمون على احد في حيه او قريته او مخيمه او مدينته , وباتت الامور طعه وقايمه كما نقول , وهذا بالطبع القى باعباء كثيرة وثقيلة جدا على المؤسسة الامنية وعلى نحو غير مقبول او معقول ولا يمكن له ان يستمر الى ما لا نهاية، وبخاصة في هذه الظروف الاقليمية الشاذة التى تتهددنا في كل لحظة.
كانت وزارة الداخلية مثلا، لا تجد ادنى عناء في الاستعانة بتلك القيادات المجتمية لمعالجة خلل اجتماعي او حتى سياسي، واليوم بالكاد تجدها هذا ان وجدتها اصلا، ويرقى الامر الى ما هو ابعد من وزارة الداخلية، وهذا بالطبع ودونما مواربة حال شاذ غير معتاد في مجتمع كمجتمعنا ولا بد له من معالجة جذرية نحتاحها بالحاح في هذا الوقت العصيب المنفلت من عقاله.
باختصار نحن امام خيارين لا ثالث لهما، فاما العودة الى حيث كنا رحمة بنا وببلدنا ومستقبل اجيالنا، واما التقدم فعليا نحو حياة حزبية حقيقية فاعلة بمقدورها انقاذ الموقف وسد الفراغ وانتاج قيادات مجتمعية فاعلة مؤهلة للمهمة.
عبث ان نبقى متمترسين في المنطقة الحرام لا نحن ابقينا على قدمينا ولا نحن تقدمنا نحو الجديد الذي سميناه الدولة المدنية، ولسان حالنا يقول باننا كمن غادر حدود بلده قاصدا بلدا اخر، لكنه لم يتقدم نحو نقطة الحدود في البلد الاخر حتى اللحظة، فلا هو غادر ولا هو وصل. بإختصار أشد , غياب القيادات المجتمعيةه يعني الفوضى. ولا حول ولا قوة الا بالله , وهو سبحانه من وراء القصد.