الفكر الداعشي و الصهيوني وجهان لعملة واحدة
ياسر عبدالله
07-07-2015 01:57 PM
تشهد الدول العربية وبعد الربيع العربي حالة من عدم الاستقرار ، تختلف حدته من دولة إلى أخرى وتشهد الدول العربية تراجع في القيم القومية وتراجع في التماسك العربي وتراجع في الهدف العربي ، حتى تلك القمم العربية التي كانت تعقد بين الحين والأخر كانت تعبر عن الأمة العربية وتماسكها وإن لم تكن ذات فائدة على أرض الواقع. واليوم حتى تلك القمم لم تعد موجودة ، وأصبحت كل دولة منهمكة في صراعتها الداخلية فالدول العربية اصبحت ساحة للصراعات العسكرية الداخلية كما هو في اليمن والعراق وسوريا ودول تشهد صراعات من نوع اخر تسعى من خلالها لحماية حدودها وأمنها وأخرى تقف موقف المتفرج بالرغم ان ما حدث في الكويت والسعودية من تفجيرات ليس لها معنيان ، وله معنى واحد أن ذلك يصب في مصلحة دول الكيان الصهيوني بإشعال لهيب الفتنة بين السنة والشيعة امتدادا لما يحصل في اليمن مع الحوثي وصالح في حرب اهلية ارهقت الشعب اليمني .
بعد الكويت وتونس تعود مصر وهي صمام امان الامة العربية ، الى دائرة الارهاب والتفجيرات وقتل الابرياء من المصريين ، ويعتقد شباب العرب وهم يشاهدون ذلك على الفضائيات ومن خلال مقاطع اليوتيوب ، بأن ما يحدث في مصر بعيد عنهم فهم لا يعرفوا ان اجهزة الاستخبارات الصهيونية والدولية هي من تقف وراء داعش وتضع لها السناريوهات من اجل تدمير الامة العربية بأكملها من مصرها إلي شامها وعراقها وخليجها ، فحين كانت فلسطين تعاني ومنذ اكثر من 66 عام كان العرب منشغلون في نفطهم وغازهم وحالهم وأحوالهم ، ولم يؤثر حرق المسجد الاقصى في حينه على مشاعر أي دولة عربية ، ولم تكن مجازر شارون ضد الابرياء الفلسطينيين تحرك ضمير الامة العربية ، واليوم دولة الكيان الصهيوني تغزو كل الدول العربية بفكرها الداعشي الصهيوني . فما تقوم به من ارهاب ، قتل وتفجير للمساجد والفنادق وقتل الابرياء مسلمين ومسيحيون ليس له معنا سوا انها تمثل صهيون وصهيون هو من خلق داعش ويمولها ، فما ورد في بروتكولات حكماء صهيون وقبل اكثر من مائة عام وفي العام 1901 كان مسودة لمخططات داعش ، فلقد ذكر فيها عن خلق عن إسلام مشوه ،وعدم استقرار في المنطقة ، ونشر الافكار التحررية ، وغزو إعلامي ، وسيطرة على الاقتصاد في العالم .
الفكر الداعشي والفكر الصهيوني وجهان لعملة واحدة تمثل حلم كل يهودي في العالم وهي دولة اسرائيل الكبري ، وهذا الحل لن يتحقق لليهود الى بعد تدمير الدول العربية واحدة تلو الاخرى حتى تتمكن من سيطرتها على الاقتصاد والإعلام وبهذا تكون قد اصبحت الطريقة بين دجلة والنيل مفتوحة امام حكماء صهيون ، والفكر الداعشي تمام يمهد للفكر الصهيوني من اجل تحقيق حلم الدولة اليهودية ، اسلام مشوه وإرهاب اسلامي ، دول عربية متشرذمة ، غياب القيادة العربية القومية ، كل هذا هدف دولة الكيان الصهيوني وكل هذا يحدث بأيدي شباب عرب و مسلمين مضللين ، هؤلاء هم شباب داعش والنصرة والقاعدة فهم لا يعرفون من يقف وراءهم ومن يمولهم ومن يوفر لهم كافة انواع الدعم ، ولكنهم يعتقدون أن الطريق الى الجنة تكون سيرا فوق دماء الابرياء .
أن ما يحدث في مصر وتونس والكويت والسعودية واليمن وسوريا والعراق وليبيا والسودان ما هو الإ مؤشر على إن الكيان الصهيوني هو من يرسم خطوط خارطة الطريقة المستقبلية للآمة العربية الغافلة عن مصالح شعوبها ومنهمكة في حروبها المصطنعة والمرسومة في منتجعات تل ابيت واشنطن .