نبدأ المقال بسؤآل : متى وكيف سيتم اعادة النظر في اسس القبول في جامعاتنا بما ينسجم مع قدرات الطلبة وتحصيلهم العلمي في المواد العلمية والادبية ؟ ويأتي الحديث حول هذا الموضوع مواكبة لقرارات رفع الحد الادنى لمعدلات القبول في الجامعات الاردنية العامة والخاصة ! واذا كان الهدف من هكذا قرارات هو تحقيق تميّز نوعي في التعليم الجامعي ، وتحسين جودة التعليم العالي ، فاننا نرغب وضع المقترحات التالية بين ايدي المختصين :

اولا : ضرورة اعطاء الجامعات العامة منها والخاصة ، احقية كاملة في وضع المقاييس المعيارية الضابطة للقبول في الجامعة كل على انفراد ، غير تلك الطريقة الكلاسيكية المستندة الى المعدل العام في امتحانات الدراسة الثانوية العامة . وهذا النهج سيمكن الجامعات من التنافس بشكل اكبر فنيا واكاديميا ، ويسهم بفعالية في تركيزكل جامعة على الابداع والتميّز في حقول علمية محددة . كما سيمكن جهات العمل من اضافة بند جهة التخرج ضمن اسس تقييم المتقدمين للحصول على وظائف شاغرة ، وهو معمول به في العديد من دول العالم المتقدّم .

ثانيا : اخضاع الطلبة الجدد المقبولين في الجامعات لمراحل تهيئة نوعية ضمن برنامج يستند الى اجراء مراجعة شاملة للتخصصات المتوفرة كما ونوعا في السوق الاردنية .. وتقديم احصائيات رقمية حول الاعداد المتوفرة ، ومدى حاجة الاسواق محليا ، واضافة نسبة معينة تقديرية للطلب علبها اقليميا وعربيا ، وذلك بهدف تعريف الطلبة المقبلين على الدراسة الجامعية واولياء الاموربالتخصصات المشبعة ، بالاضافة الى تحليل مقارن للعرض والطلب خلال السنوات الخمس الآخيرة .

ثالثا : ان تحديد اسس القبول بما ينسجم مع قدرات الطلبة هو توجه عملي واخذت به العديد من الدول ، ضمن آلية عملية ومعروفة ، وحققت نتائج نوعية وابداعية . ولكن السؤآل هو : كيف يمكن للجامعات ان تتعرف على قدرات الطالب فور نجاحه في امتحانات التوجيهي !؟ فهل التقييم سيكون على اساس العلامات الفرعية في المواد سواء كانت ادبية ام علمية !؟ واذا كانت الاجابة " نعم " فان الوضع سيراوح مكانه ، مع بعض التقدم البطيء ! وربما سيؤدي هذا التوجه الى الحاق ظلم بعدم قبول طلبة في تخصصات يرغبون فيها !

رابعا : وفي الواقع العملي .. لا تستطيع اي جامعة او لجنة القبول الموحد تحديد ميول الطالب من خلال العلامات التي حصل عليها في المواد العلمية او الادبية . وهناك ظروف مختلفة يمر بها الطالب خلال امتحانات التوجيهي ! وفي سبيل الاستناد الى اسس عملية في القبول .. فاننا نقترح ان يخضع جميع المقبولين حسب المعدل العام الى عام دراسي تحضيري حسب فرع التخصص في التوجيهي ، ويتم التقييم على مدار العام ، وبالوقت نفسه ينضج الطالب خلال هذا العام ، ويصبح في حالة فكرية ونفسية يقوى من خلالها على تحديد التخصص الذي يبدع فيه !
M_muqattash@hotmail.com