في طفولتي , كنت أسمع بعض الجمل التي أحاول تفسيرها ... من ضمنها جملة :- ( إنتقل ع خو) , وأحيانا :- ( دورة ترفيع) ...في بعض المرات أسمع جمل من شاكلة :- (هو معو ركن ولا لاء) ...وأحيانا :- ( نقلوه ع المدرعات) ...
كل الجمل كنت أفهمها , وكانت تصب في حوارات عائلية ...حول قضايا تهم الضباط والعسكر , ولكن ظلت (خو) في بالي ..ولم أفهم ماذا تعني ؟ هل هي مكان هل هي مدينة ...قرية ..ضاحية ؟
إنتابني شغف أن أعرف (خو) التي يذهب أليها أفرد العائلة في الصباح الباكر ويعودون منها في المساء , ولحظة عودة العسكري ..أول شيء يفعله هو شرب الماء البارد والحديث عن لهيب الشمس في (خو) ...
في العاشرة من عمري , سمعت أبي يقول أنه سيذهب (لخو) , لم أكن أعرف لماذا ولكنه سيوصل بعض الأشياء لشقيق لي , فتوسلته أن اذهب معه ...وكانت المرة الأولى التي أحط الرحال فيها هناك ...
حين وصلنا ...تبين لي أنها معسكرات , للجيش فما شاهدته ...هو أسلاك شائكة وأسوار عالية , ودبابات ...وعربات نقل جنود , مدرعات ...وطوابير هائلة من العسكر ...وجنود ينخرطون في طابور ويهتفون بأعلى صوتهم :- ( طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحارة وشارع ) ....( نفحة الحق لدينا نسمة هبت علينا..سيد الكون محمد ) ...( والدار حنا رجالها...) ...حفظت النشيد .
في (خو) لا يوجد مدني واحد كلهم عسكر , ولهذا يسير (الكونتنتال ) حيثما شاء ..وثمة طابور طويل من رجال سمر , يركضون في ميدان واسع ..وصراخهم يملأ المدى ....هل هذه هي (خو) ؟
والشمس فيها مختلفة تماما , فهي حارقة ..كأنها لهيب نزل على الأرض ...لحظتها أيقنت أن (خو) ليست ضاحية , ولا مدينة , ولا قرية (خو) هي (خو) وهذا هو التعريف الوحيد لها ...
عرفت وقتها لماذا تأتي مرتبات العائلة من (خو) , مدججة بالغبار والتعب ...لماذا تتغير بشرة الذين يذهبون إليها ؟...ولماذا إسمها يثير الرعب والخوف , ولماذا هي البنادق والجبهات منصوبة فيها ,صدقوني لم أجد ولا شجرة واحدة ..صدقوني لم ألمح نبتة كل ماشاهدته , هو الباطون ... والأجساد العسكرية التي صقلتها (خو) فصارت مثل الباطون ...
في لبنان يغنون (لجونيه) ...و(ضيعة عنابه) ...في مصر غنى وليد توفيق (لجسرسته اكتوبر) ...في سوريا غنى فهد بلان (لجبل حوران) ....في العراق غنى ناظم الغزالي لجسر( المسيب) ....في السعوديه أهدى محمد عبده أغنية إلى (عسير) ....
لدينا للأسف لم يتغنى أحد (بخو) ...( خو) لا تحتاج لغناء ولكنها تحتاج لمن يردها في وجدان الشعب الأردني ويذكر بها ....لهذا إسمحوا لعبد الهادي راجي المجالي أن يكتب هذا الصباح عن.....(خو) ..
وفي ظل المبادرات التي يطلقها شبابنا على الفيس بوك مثل :- (يلا نفطر) , (يالله انظف عمان ), (يالله نمشي) , (يالله نلون الحيطان).... إسمحوا لي أن أطلق مبادرة جديدة وهي :- ( الزلمه يلحقني ع خو) ....
كيف نسينا ...( خو) ؟ أحمد ح
الرأي