شباب المشارع ينهض من جديد
07-07-2015 01:39 AM
عشرات الشباب اجتمعوا في ديوان آل الخشان الكرام في بلدة المشارع، شباب بعمر الورد، ناقشوا، تشاوروا، في أمر صحة ونظافة بلدتهم، المشارع التي كانت أجمل بلدات الأغوار الشمالية، وأصبح مع الأسف، سوقها التجاري وشارعها العام مكرهة صحية نتيجة تقصير المجلس البلدي عن حل مشكلة السوق والشارع العام وعجز البلدية عن توسيع مشاركة أهالي البلدة، خاصة فئة الشباب عن مهام وخطط عمل البلدية ذات العلاقة بالصحة والنفع العام.
قرر الشباب القيام بحملة نظافة بعد عصر يوم السبت الماضي، مستهدفين غسيل وتنظيف الشارع العام وفعلا كان لهم ما أرادوا، بعد أن هبوا وتعاونوا على إنجاز ما عجز عنه الآخرين، وما هي إلا ساعات، حتى غدا الشارع نظيفا،بهيا، يسر المارة والأهالي،ويبعث في نفوسهم الرضا والسرور، هذا وقد نال شباب المشارع المشاركين في حملة النظافة، الثناء والتقدير والترحاب من قبل الجميع، فكل الشكر والتثمين لشباب المشارع عامة ولشباب حي الخشان خاصة على هذه الجهود المباركة والنافعة.
ما قام به شباب المشارع يستحق البحث والمناقشة واستخلاص الدروس والعبر، فقد اثبت الشباب أنهم طليعة فئات المجتمع وأنهم في مقدمة الصفوف، وصناع تغيير عندما تتوفر لهم أشكال تنظيم مناسبة تجسد وحدتهم وإرادتهم، يناقشوا ويقرروا من خلالها وبشكل جماعي ما يجدونه نافعا ومفيدا لصالحهم والصالح العام.
عزم وإرادة وعمل ووحدة شباب المشارع صنعت وأنجزت عملا رائعا، أعاد الأمل والتفاؤل للنفوس بدل اليأس والقنوط الذي كان سائدا، فالعديد كان يتحدث عن المشكلة ولا يقدم مقترحات ولا يقوم بخطوات وإجراءات عملية لحل المشكلة، التي يجمع أهالي المشارع أن سببها وجود محلات بيع الخضار والدواجن والقصابين على جوانب الشارع العام ،الأمر الذي يتطلب حل هذه المشكلة جذريا من خلال إيجاد سوق للخضار ومحلات بيع الدواجن والقصابين، ونقل باعة الخضار إلى السوق الجديد.
مبادرة شباب المشارع الرائعة، تستدعي مناقشة ما تم إنجازه، في كافة مؤسسات المجتمع المدني في الأغوار، بلديات، أندية، نقابات،اتحادات، جمعيات، أحزاب....الخ من أجل توسيع مشاركة الأهالي في صنع الجديد والمفيد، فلا يجوز أن نبقى متفرجين وأن نلعن الظلام بدلا من أن نوقد شمعة وأن يشارك الأهالي في كل ما له علاقة بهموم واهتمامات الشباب، المرأة، العمال، المعلمين والمهنيين، فلتبادر البلديات فورا إلى تشكيل لجان الأحياء لضمان مشاركة الأهالي في رسم وتنفيذ خطط عمل البلدية، ولتبادر أندية الشباب إلى تشكيل لجان شباب الأحياء للمشاركة في حملات
النظافة ومواجهة الظواهر الضارة في عالم الشباب من خلال الانخراط في نشاطات الأندية وعدم اقتصارها على النخبة وعلى نوع رياضي واحد.
العمال بمختلف مهنهم وفي طليعتهم عمال الزراعة في الأغوار، يستطيعوا أن يلعبوا ويقوموا بدور فعال في مختلف مجالات العمل التطوعي، إذا ما أتيح لهم الانخراط في لجان عمال الأحياء، ليجتمعوا ويتناقشوا ويقروا ما يجدونه مفيدا لهم وللصالح العام في مجال عملهم وأحيائهم السكنية، وكذلك حال المعلمين اللذين يمكن أن يشكلوا لجان المعلمين في أحيائهم.
ما قام به شباب المشارع يؤكد من جديد أن هناك قيمة للعمل التطوعي المفيد، وأن الشباب هم في طليعة رواد التغيير، ولا بديل من الاهتمام بالشباب، الأمر الذي يتطلب السعي بخطوات عملية من أجل تشكيل اتحاد عام شباب الأردن، ليقوم بدوره الوطني في توجيه وترشيد الشباب وتوحيد صفوفهم وعملهم، فالشكر الموصول لشباب المشارع على هذه الجهود الطيبة والمباركة،ولدورهم الطليعي والتربوي في تغيير الثقافات والسلوك.
مثقال الزناتي