عمون - محمد الصالح - بدأ حياته العملية ضابطاً بين صفوف القوات المسلحة التي اكتسب منها الانضباط والالتزام وحب العطاء للآخرين دون انتظار أي مقابل.

ولد صخرة للدفاع عن حقوق المواطنين وابنا لقبيلة بني صخر وعشيرة الزبن ومن عائلة يصل عدد افرادها إلى 90 اخاً وحفيداً انه النائب الثاني لرئيس مجلس النواب المحامي سليمان حويله الزبن.

النائب الزبن "ابو حويلة" الذي يسكن لواء الجيزة "زيزياء" التي تعني المكان المرتفع والتي تحتوي بين جنباتها اماكن اثرية تدل على عراقة المكان يجد المتعة في خدمة المواطنين.

"ابو حويله" اختار العمل النيابي لعشقه للعمل العام وخدمة المواطنين من ابناء الوطن من ناخبيه وغيرهم ويقول "ابو حويله" :"اذا مر يوم ولم اتمكن من خدمة مواطن طلبني خدمة لا اعتبره يوما من حياتي".

وعن يومه كيف يمضيه في شهر رمضان المبارك يقول المحامي الزبن في حوار مع "عمون" :"لم افطر في بيتي سوى ليلة واحدة منذ بداية الشهر الفضيل، لانشغالي في العطوات وطلبات المواطنين وتلبية الدعوات الرمضانية".

ويضيف أنه افطر بالامس "المنسف" في احدى الولائم الرمضانية، ويؤكد أنه تمر عليه نحو 3 ايام لا يرى ابناءه سوى وهم نائمون، بسبب الانشغال اليومي في خدمة الناس، ما يدفعه إلى ايقاظهم صباحا لرؤيتهم وللحديث معهم.

ولا ينام "ابو حويله" إلا بعد ان يتناول طعام السحور ويصلي الفجر، ويقول :"انام فقط 3 ساعات، ثم اصحو باكرا للذهاب إلى مجلس النواب والدوائر والوزارات الحكومية لمتابعة مطالب المواطنين".

ويؤكد أن العمل النيابي عمل يحتاج لجلد وصبر وتحمل لتقديم اداء يليق بالناخبين ومطالبهم.

ويشير إلى أن العمل الجاد في العمل العام يعتمد على النائب وحبه له فنواب كثر لا يكلفون فتح هواتفهم الخلوية للرد على ناخبيهم ومراجعيهم اصلا.

وعن اغرب الطلبات التي تلقاها من المواطنين يقول "ابو حويله" :"جاء يوم وطلبني أحد المواطنين ان اساعده لمقابلة جلالة الملك عبد الله الثاني واصر على طلبه المتمثل في تعيين ابنه ولديه قناعة ان لا احد يحل مشكلته في الأردن إلا جلالة الملك".

ويضيف: حاولت أن اقنع هذا المواطن أن جلالته منشغل في امور كبيرة اكبر من طلبه الذي هو ايضا يراه طلبا هاما، خصوصا في ظل انشغال جلالته في السياسة الخارجية لخدمة الأردن وحفظ امنه.

وعن حجم المقارنة بين حجم العمل النيابي واي اعمال اخرى يؤكد النائب الزبن أن الأمر ليس تقليلا من الاعمال الأخرى لكن العمل النيابي للنائب النشيط تشريعيا ورقابيا وخدميا يتجاوز عشرة اضعاف العمل في الوظيفة العادية.

وعن ما يتداوله كثيرون عن كثرة سفر النواب خارج الوطن يقول النائب الزبن: "كأحد اعضاء المكتب الدائم يتم التنسيب بالسفرات بحسب نقاط معينة ولكن يوجد زملاء يعتذرون عن السفر، ما يدفع لعرض السفرة على نواب قد سافروا بالسابق".

ويؤكد أن المجلس حد كثيرا من سفرات النواب التي تأتي بناء على دعوات خاصة، بأن تكون على حساب المجلس كما كانت سابقا.

ويعتبر مسألة غياب النواب عن جلسات المجلس أمراً خطيراً، ويؤكد أن عدد النواب مطلوب أن ينخفض إلى 100 نائب أو إلى 120 نائباً اذا كان المجلس مناصفة بين الحزبيين وغير المحزبين.

وعن رأيه باداء المجلس الحالي يقول :"ليس لأنني عضو فيه لكن هذا المجلس انجز الكثير من التشريعات والامور الرقابية".

ويضيف أن المواطن ما يهمه "لقمة العيش" ولا يهمه الأمر التشريعي بقدر كبير، لأن المواطنين يعيشون ظروفا مالية صعبة.

وعن العلاقة بين مجلس النواب والحكومة يبين "ابو حويله" أن العلاقة يفترض أن تكون تشاركية وتحديدا في مثل هذه الظروف الصعبة المحيطة بالأردن، إلا أن هذه العلاقة يبدو أن الحكومة ورئيسها الدكتور عبد الله النسور فهموها بأنها ضعف بالمجلس، علما بأن العلاقة والتشاركية هي خدمة للصالح العام.

ويستدرك "إلا أن رئيس الحكومة تبين له أن الأمر ليس ضعفا واصبح أكثر حذرا مع المجلس، خصوصا بعد أن ارسل 42 نائباً برسالة إلى جلالة الملك عبد الله الثاني تشرح لجلالته موقف النواب الحقيقي من هذه الحكومة".

ويشير إلى أن هذه الحكومة لو جاءت في ظروف عادية لما استمر عمرها إلى هذه الفترة، خصوصا انها لم تقدم اعمالا تنموية على ارض الواقع ولم تحسن الجانب الاقتصادي لدرجة يلمسها المواطن في حياته.

وتمنى أن تأتي حكومة برلمانية حقيقية في المستقبل يشكل رئاستها أحد النواب وأن يكون اعضاؤها من المجلس .

وعن موقفه من قرارات وزير التعليم العالي الدكتور لبيب الخضرا عبر عن انتقاده لقرارات هذا الوزير التي اقلقت اولياء الامور بإعلانه رفع معدلات القبول في الجامعات قبيل امتحانات الثانوية العامة ويقول :"لا يوجد لي أي طالب في التوجيهي لكن اعتبرتها قضية رأي عام حتى انني خالفت الدستور تحت القبة للحديث عن الموضوع لكن دون جدوى".

ويؤكد "ابو حويله" في نهاية الحوار انه بالرغم من استحواذ العمل النيابي على 80% من حياته الشخصية، إلا انه يجد متعة كبيرة فيه.