تداعيات الاتفاق الذري مع إيران
د. فهد الفانك
06-07-2015 04:56 AM
المنـاورات التي نشهدها في فيينا بين إيران ومجموعة الدول الست ، وما يبدو أنه تعنت أو ممانعة من هذا الطرف أو ذاك ، ليس في الواقع سوى تكتيك لتحسين شروط التفاوض. ينطبق ذلك على الخطوط الحمراء المزعومة التي أعلنها المرشد الفقيه مع أنه في الواقع أعطى الضوء الاخضر للسير قدماً في توقيع الاتفاق النهائي.
الاتفاقية بين إيران ومجموعة الدول الست ستعقد. هذا أمر محسوم لسبب بسيط هو أن الجانبين الإيراني والأميركي يتحرقان شوقاً لتوقيع الاتفاق: إيران من أجل رفع العقوبات الاقتصادية والإفراج عن أموالها المجمدة ، وأميركا من اجل تحقيق إنجاز للرئيس الأميركي أوباما ، الذي توشك ولايته الثانية على النفاد دون أن يسجل باسمه إنجازاً تاريخياً يذكر به.
دول المنطقة المرشحة للتأثر بنتائج وتداعيات الاتفاقية تحسن صنعاً إذا هي استعدت سلفاً للنتائج والتداعيات ، وفي المقدمة الدول العربية شرق السويس، المرشحة لتصبح منطقة نفوذ إيرانية.
بعد عقد الاتفاقية سوف تستعيد إيران الدور الذي كان يتمتع به الشاه باعتباره شرطي الخليج وأداة تنفيذ السياسة الأميركية في المنطقة؟
خصوم إيران الحقيقيون لا يثقون بأن الاتفاقية ستمنع صنع القنبلة الذرية ، بل على العكس فإنها ستعطي إيران دفعة قوية باتجاه التمدد غرباً على حساب دول الخليج العربي والهلال الخصيب.
بمجرد عقد الاتفاقية سيتم انتخاب رئيس جمهورية لبنان ، وإيجاد حل سلمي لأزمة اليمن ، وستصبح إيران العصا التي تضرب أميركا بها الحكومات التي تحاول الخروج من بيت الطاعة ، كما تضرب حركات الإرهاب حيث ستتعاون مع أميركا ليس لأن هذه التنظيمات إرهابية بل لدوافع طائفية.
الأميركان ليسوا من الغباء بحيث يظنوا أن الاتفاقية تعني منع إيران من إنتاج السلاح الذري ، فالمشروع الذري سوف يسير قدماً، ربما بشيء من التباطؤ. وليس لدى أميركا مانع لأن إيـران الذرية لا تهدد أميركا ، وامتلاكها للقنبلة لا يختلف عن امتلاك الهند والباكستان لها، أما إسرائيل فلديها قوة الردع التي تمنع إيران من المغامرة.
القنبلة الإيرانية القادمة ليست للاستعمال بل لفرض النفوذ الإيراني في المنطقة، وإذا كانت مصر والسعودية ستدخل السباق النووي فربما كان الوقت المناسب هو اليوم إن لم يكن الأمس.
الرأي