انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الالكترونية وما تبقى من الورقية خلال الايام التي مضت ولا تزال بسلسلة محاضرات يلقيها داعية اسلامية في بعض المدن والجامعات الاردنية...محاضرات الداعية استقطبت الالاف من المريدين والاتباع والمحبين..بحيث يصعب تصديق او تفسير حجم الاقبال.
المعارضون استهجنوا دعوة الداعية لزيارة الاردن وتجواله في الشمال والجنوب والاستقبال الذي حظي به والاقبال غير المسبوق على حضور المحاضرات ومتابعتها..وقد اوردوا فتاوى غريبة للداعية يصعب التحقق من صحتها وحرضوا كثيرا على الداعية في خطاب فيه الكثير من الغضب والاستنكار والكراهية.
على الجانب الاخر يقول المؤيدون والمدافعون عن الداعية انه شخصية معتدلة وان هناك حملة تحريض منظمة ضد الداعية وان غالبية اقطاب الحملة من العلمانيين الذين لا يبدون الكثير من الاحترام للشخصيات الدينية ويبادرون للهجوم على كل ما هو ديني مستغلين المزاج المعادي للجماعات الدينية وحركات تسييس الدين.
ما بين هذه الفرقاء هناك حقائق لم يتم التوقف عندها اولها....ما هي القدرة التي يملكها اي شخص لاستقطاب جمهور يصل الى 20 الف شخص لحضور محاضرة في فضاء عام وهل يستطيع اي سياسي او عالم او رجل دين محلي او نجم سينمائي استقطاب مثل هذا العدد؟
السؤال الثاني غالبية الذين يحضرون المحاضرات هم اتباع للداعية ويعرفون فكره ويؤمنون بما يقول فهو قائد لديه القدرة على الاقناع والتحريك والاستثارة فهل اهتمينا بما سيقول بدلا من الانشغال بهل من حقه الظهور على مسارحنا ام لا؟
السؤال الثالث هل يستطيع النظام العربي الذي يتحدث عن مكافحة الارهاب ان يوظف قدرات هذه الشخصيات المؤثرة والعلاقة الواضحة بينها وبين جماهير واسعة في خلق القناعات التي تساعدنا على تحصين المجتمع والوقوف في وجه الاخطار؟
الذي حصل يكشف عن حجم التباين الذي نعاني منه في فهمنا لمجتمعنا والقوى التي تحركه والقدرة على توظيفها ....كما يكشف عن افتقار مجتمعنا للقيادات القادرة على التأثير .
الاختلاف والتنوع وقبول الاخر سمات للخطاب الاردني الرسمي والاهلي والاردن طالما نبذ التطرف والمغالاة واغتيال الشخصية....فيما حدث الكثير من القصص والفتاوى والتلفيق والتجريح الذي يجعلك تشعر احيانا انه مفتعل وربما يجري استخدام فضائنا كارضية لتصفية الحسابات وادارة حربا بين فرقاء لسنا طرفا فيها.