رداً على رفايعة .. هل أصبح الإسلام جهلاً وخرافات؟
د. عصام صيام
05-07-2015 03:44 PM
عقب صعود نجم تنظيم داعش الإرهابي وإستيلائه على مناطق واسعة في العراق وسوريا ويالتحديد عقب قيام هذا التنظيم بإعدام الطيار الشهيد معاذ الكساسبة تبارت العديد من الأقلام العلمانية السامة في الهجوم على الإسلام وإزدرائه وكثرت الدعوات إلى مراجعة المناهج الدراسية وتنقيتها من كل ما له علاقة بالجهاد وأحكام الشريعة.
دشن الحملة المسعورة ضد الإسلام الكاتب المصري عبد المعطي حجازي الذي يفتخر بأنه "لم يسجد لله في حياته" وزادها زخما وقذارة الشاعر السوري أدونيس نصير جزار دمشق الذي عزا كل مصائب أمتنا إلى الإسلام. لكنني لم أكن أتوقع أن يخرج علينا من الأردن, أرض المحشر والمنشر وهي الذي تحتض رفات أبطال مؤتة من يهاجم الإسلام ويصفه بالجهل مستغلا ازدحاماً مرورياً ناتجاً عن دعوة داعية إسلامي ورجل دين فاضل, كالشيخ محمد العريفي وهو الذي طالما أحب الأردن قيادة وشعبا واستمال قلوب الملايين وهو يخطب عن وسطية ديننا الحنيف وإعتداله.
الكاتب الأردني باسل رفايعة فاجأنا عبر مقال نشر في عمون نقلا عن صفحته بالفيسبوك بهجومه الأرعن على الإسلام عبر الإستهزاء بمفاهيم أصيلة وردت في الكتاب والسنة مثل "ضرب الزوجات" محاولا الاصطياد في الماء العكر حيث أن مصطلح "الضرب" لا يروق إلى العالم الأنجلوساكسوني الذي مرد العلمانيون العرب على النفاق له ولمؤسساته وسفرائه.
لم يستطع الرفايعة أن يكظم غيظه جراء حضور أكثر من 20 الفاً في إربد لمحاضرة الشيخ العريفي فقام بالغمز واللمز من باب "الحرب على الإرهاب" متسائلا كيف للاردن أن يحارب الإرهاب وفي نفس الوقت يفتح أبوابه لداعية مثل العريفي الذي لا يختلف في نظر الكاتب المسلم الديانة عن أبو بكر البغدادي أو أسامة بن لادن فجميع هؤلاء خرجوا من مشكاة واحدة وقرأوا كتاباً واحداً وهو القرآن الكريم ودرسوا السنة النبوية "التي تحرض على ضرب الزوجات" و"تمنع الإختلاط"
أتفهم شخصيا حالة "الغضب والبؤس" التي انتابته وأمثاله من أقطاب العلمانية المفلسة وتراه قد ازمهرت عيناه من الحزن إزاء رؤيته لحشود مؤمنة بربها زحفت للاستماع الى داعية فاضل الشيخ العريفي. لماذا غضب؟ لأن الرفايعة وأمثاله توقعوا, خاصة بعد أن فجع الأردنيون بابنهم الشهيد معاذ أن ينصرف الناس عن الدين ويلجأوا إلى العلمانية والإلحاد ويهرولوا على الإباحية وغيرها من مشتقات المنظومة الغربية الأخلاقية التي "ترقص قلوبهم طربا لها".
توقع الكاتب أن لا يجد العريفي والنابلسي وعائض القرني وغيرهم من رموز الدعوة من لا يستقبلهم في إربد وعمان ومعان لأنه كغيره ممن "لا يريدون أن تقوم للإسلام قائمة" يعتقد أن تنحسر ظاهرة التدين بعدما ضاق المسلمون ذرعا بأفعال ووحشية وهمجية داعش.
ما لا يعرفه الرفايعة أن ظاهرة داعش, على بؤسها وقذارتها, لم تكن الأولى في التاريخ الإسلامي فقد قرأنا عن الخوارج الذي خرجوا على الخليفة علي بن أبي طالب وارتكبوا من الوحشية ما إرتكبوا......فهل إنحسر الإسلام؟
وقرأنا عن القرامطة الذين هاجموا مكة المكرمة وقتلوا ثلاثين الفاً من الحجاج وسرقوا الحجر الأسود وأبقوه في مملكتهم بالبحرين إثنين وعشرين عاما.. فهل أفلس الدين وإنصرف الناس عن شعائرالحج والصوم؟
يحاول الكاتب بخبث ربط داعش بكل ما له علاقة بالدين الذي بالنسبة له "جهل وخرافات" كما جاء في مقاله لان الشيخ العريفي لا يحاضر الناس في إجتهادات شخصية أو إكتشافات علمية من لدنه بل يدعم أقواله بالكتاب والسنة... فهل أصبح الإسلام الذي يدخله اكثر من ألف شخص يوميا جهلا وخرافات؟
هل نسى الكاتب أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي وإليه ينتمي أكثر من تسعين بالمائة من الأردنيين؟ فهل من المعقول أن يقع كل هؤلاء في براثن الجهالة بأن يدينوا بدين "الجهل والخرافات".