من السَبْعَةٌ الذين ذكرهم رسولنا الكريم ممن يُظِلُّهُمْ الله يوم الْقِيَامَةِ في ظِلِّهِ يوم لَا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ "َرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حتى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ" ، إلا أن الملاحظ في وقتنا الحالي أن "شلة" من المتصدقين خصوصا في شهر رمضان قد أعلم يمينه وشماله و"نسوان الحارة" بما تصدق به.
مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية امتلأت مؤخرا بصور المسؤولين "العراطين" أثناء قيامهم بتوزيع المساعدات والصدقات إن صح تسميتها بذلك "فالاخوة الحافظ الله" يعتبرون نفسهم "مُحسنين" بعد أن أصبح اسم الواحد منهم يتكرر على مسامع الأردنيين أكثر من حاتم الطائي نفسه، لدرجة أن أسمائهم حفظت تماما كما هي مكتوبة في جوازات السفر باللغتين العربية والانجليزية إضافة إلى شهرة أقربائهم المعروفين بـ "قرايب المحسن الفلاني".
قبل أيام قامت جمعية لتحفيظ القرآن للاناث باقامة مأدبة إفطار لأعضاء الجمعية من النساء فتحوا خلالها باب التبرع للمحتاجين من خلال صندوق تبرعات مغلق، حتى لا تعلم فلانة كم تبرعت أختها فلانة ليتفاجئوا نهاية اليوم بأن مبلغ التبرعات تجاوز الستة عشر ألف دينار "خلاف" الذهب، علما أن "مكثورات الخير" لم يتجاوز عددهم المائة "حُرمة".
الجميل أن تلك الأخوات لم يذعن للملأ ما قاموا به ولم يأخذوا حتى ولو صورة "سلفي" أثناء تبرعهن لتكون خالصة لوجه الله ولولا أنني "حشري فوق العادة" لما تمكنت من معرفة هذا الرقم.
أخي المسؤول المحسن، أختي المسؤولة المحسنة بالله عليكم إجعلوا صدقاتكم خالصة لله دون "عرطٍ وخرط" لأن "حارتنا ضيقة" فالأيام سيثبت أن الأردن هو من كان "المُحسن" الفعلي و الأصدق، فبرغم نهب الفاسدين له "عن جنب وطرف"، ودون أن تعلم شمالهم ما نُهبته يمينهم لا تزال هيئة مكافحة الفساد تعتبرها "صدقة أمن" ..
"انشوفوا عالفيس.. بخاطركو"..