النائب اللوزي وقصة "المطلقة"
05-07-2015 02:12 PM
عمون - محمد الصالح - عملت 33 عاما كتربوية ومديرة متميزة وقيادية في مجتمعها وأماً مربية في بيتها حتى اصبحت قدوة في العطاء لجيل من المعلمين والمعلمات..
النائب الدكتورة مريم اللوزي، ابنة الدائرة الخامسة في عمان نائب رئيس لجنة التربية النيابية قائدة تربوية معروفة على المستوى الوطني وهي أول أردنية تحصل على رتبة معلم خبير، حتى فازت بالمركز الثاني على مستوى المملكة عام 2009 في جائزة الملكة رانيا للمدير المتميز، لأنها قادت مدرستها يومها إلى الإبداع والتميز.
النائب "أم محمد" الأم لخمس من الفتيات ولولدها محمد، تفتح باب بيتها لمراجعيها 24 ساعة ولا تكل ولا تمل من خدمة المواطنين، لأن شعارها في الحياة خدمة الوطن والاخلاص له ولمليكه وخدمة مواطنيه.
وتعبر اللوزي في حاور مع "عمون" عن مفاجأتها بالوسط السياسي وتقول :"تفاجأت بهذا الوسط الذي تغلب عليه المصالح الشخصية على مصلحة الوطن وابنائه".
وتؤكد أن هذا الوسط جمع بين شيئين لا يلتقيان في خدمة الوطن وهما "البزنس والعمل العام وتغليب المصلحة الشخصية على كل المصالح".
وبالحديث عن شهر رمضان الكريم تقول "أم محمد" :"امضي وقتي في تقديم المساعدات والطرود الخيرية التي تقدم من اهل الخير من بعض المؤسسات والأفراد".
وتشير إلى أنها تعطي المساعدات للأسر العفيفية التي لا تطلب حاجتها بالسؤال من حكم خبرتها بالأسر واحوالهم من خلال زيارتها لهم.
وعن موقف زوجها وبناتها وابنها من انشغالها في العمل البرلماني تقول: "زوجي وبناتي داعم لي في كل شيء، ففي البداية تذمرت بناتي من انعدام الخصوصية في البيت بسبب كثرة المراجعين وعدم تقيدهم بمواعيد محددة في المراجعات لي في بيتي، اما الآن فالجميع من اهل بيتي عون لي ويساعدوني في كل شيء".
وعن اكلتها المفضلة في الشهر الفضيل تقول :"المقلوبة وجبتي المفضلة في شهر رمضان المبارك وانا لا اتسحر".
وردا على سؤال عن مدى دخولها للمطبخ تؤكد أنها لم تعد تدخل المطبخ كالسابق قبل عملها كنائب لانشغالها بالمراجعين كونها لم تفتح مكتباً خارج بيتها واعتمدت جزءاً من بيتها لستقبال المراجعين وتقول :"لا يوجد وقت لدي لدخول المطبخ كالسابق حتى انني حاولت أن أطبخ طبخة في احدى المرات وتقطعت بها أكثر من 4 مرات بسبب قدوم المراجعين للبيت".
وتضيف أنها علمت بناتها تحمل المسؤولية باكرا، إضافة إلى تعليمهن اعمال البيت والطبخ، حتى اصبحن قادرات على القيام بمسؤوليات البيت نيابة عنها.
وتؤكد اللوزي أن النائب يفقد حياته الخاصة تماما لأن المراجعين لا يمنحونه الراحة نهائيا حتى انها تلقت في مرات كثيرة اتصالات من المراجعين حتى وقت الفجر، إضافة إلى زيارات بلا مواعيد.
وتضيف "كنت اتوقع أن عمل النائب سينصب على الرقابة والتشريع، إلا أن العملية معكوسة فوقت النائب يهدر على الخدمات المتنوعة للمراجعين".
وتشير إلى أنها اكتشفت أن فئة من المراجعين يرغبون فقط بالمساعدات المالية والعينية ولا يرغبون بالعمل حتى أن من بينهم شباباً وشابات وتقول "في احدى المرات جاءت سيدة طلقها زوجها وبعد مساعدتها 4 اشهر عرضت عليها عمل إلا أنها رفضت وقالت لي لا ترغب بالعمل".
وتستهجن اللوزي من هذه الظاهرة الموجودة بين صفوف اردنيين، وتؤكد انه يوجد فرص عمل في القطاع الخاص لكن يوجد عزوف عنها من الأردنيين، بالمقابل يقال أن المغتربين من لاجئين وغيرهم سيطروا على فرص العمل.
وعن الفرق بين عملها كتربوية ومديرة مدرسة وبين عملها البرلماني تقول النائب اللوزي :"يوجد فرق كبير بين العملين ففي العمل التربوي يستطيع المدير وضع خطة ورؤية واضحة لعمله ونهجه ويطبقها 100%، لكن في العمل البرلماني يوجد فيه فردية كبيرة اضافة إلى تغلغل المصلحة الشخصية فيه على المصلحة العامة".
وتكشف اللوزي للمرة الأولى أن قلة قليلة من أعضاء مجلس النواب الذين يعملون لمصلحة الوطن وتقول:"عدد محدود من النواب يعمل بجد لصالح الوطن ولكن مجموعة كبيرة تعمل وتتقلب مواقفهم وتصويتهم على التشريعات بحسب المصالح الخاصة لهم".
وتنتقد زملاءها الذين ينشغلون بالسفرات خارج الوطن حتى أن احدهم امضى 84 يوما خارج الوطن بمعدل 300 دينار عن كل يوم مياومة النائب، لأن سفراتهم تشغلهم عن خدمة الوطن وناخبيهم.
وتضيف أنه عرض عليها السفر خارج الوطن من خلال المجلس 5 مرات لكنها رفضت السفر، لأنها تعطي الاولية لخدمة ناخبيها.
وعن رأيها بالواقع التربوي تصف اللوزي المدارس بأنها آيلة للسقوط، بسبب القرارات الارتجالية لوزارة التربية والتعليم، وتقول: "وصل الحال إلى أن كثيراً من الطلاب لا يجيدون القراءة والحساب وعلى سبيل المثال مدارس لا يوجد فيها مياه للشرب ولا كراسي للمعلمات حتى أن احدى المدارس في لواء الجامعة لا يوجد فيها اذنات، ما اضطر مديرة المدرسة والمعلمات لتنظيف الحمامات، اضافة إلى أن احدى المدارس في اللواء لم ينجح فيها في الثانوية إلا طالب واحد".
وتهاجم اللوزي سياسات الحكومة التي يدعي فيها رئيسها ووزراؤها بأنهم اصلاحيون وتقول:"لا اصلاح بلا اصلاح للتعليم وهو ما يريده جلالة الملك عبد الله الثاني، إلا ان هذه لم تصلح شيئاً في الميدان التربوي".
وتؤكد أن هذه الحكمة تتدخل ايضا في العمل البرلماني حتى انها تحكمت في اختيار رؤساء اللجان النيابية، وتقول: "للاسف لم يقف الأمر عند تدخلها بل أن النائب يحاسب على مواقفه من الحكومة".
وتضيف "وزير التربية الحالي ضبط اجراءات الثانوية العامة وهذا جيد لكنه لا يكفي، إلا أنه اتخذ قرارات ارتجالية دون دراسة علمية لها ومنها الغاء المراكز الثقافية التي كانت تكلف الطالب سنويا 120 دينارً سنويا، ما ادى إلى فتح بيوت المعلمين للدروس الخصوصية التي اصبحت تكلف اولياء الأمور 1200 دينار سنويا".
وتشير إلى أن اصرار الوزير على عقد امتحانات وزارية للصفين السادس والتاسع لم يكن وفقا لدراسة علمية، ما ادى إلى تسريب الأسئلة لطلاب قبل 3 ايام من عقد الامتحانات وعند سؤال الوزير يقول :"اردت امتحان أمانة المعلمين".
وتستغرب أن يقوم الوزير بتحدي المعلمين والاساءة لهم، إضافة إلى تعنته وتشنجه مع نقابة المعلمين بلا مبرر واثارة لأزمة مع النقابة اكثر من مرة.
وعن اداء المدارس ومديريات التربية تقول اللوزي: "كيف يصلح الميدان التربوي ومدراء التربية يعينون بالواسطة والمحسوبية ولا علاقة لهم بالعمل الاشرافي والتربوي، بالمقابل كان مدراء التربية والمشرفون يحضرون مع المعلمين حصصا نموذجية ويهتمون بالجانب الفني وبرفع كفاءة المعلمين".
وفي ختام حوارنا مع "أم محمد" استفسرنا عن صحتها وتقول :"الحمد لله اموري الصحية جيدة، بعد أن كلفني علاجي في الولايات المتحدة اكثر من 800 الف دينار، ما اضطررت لبيع قطعة ارض والحكومة دفعت من علاجي 34 الف دينار فقط، علما بان بعض اقارب لنواب تمت معالجتهم بملالغ كاملة، مع انني تقافمت حالتي الصحية بسبب خطأ طبي في الأردن في تلك الفترة".