تغير المناخ والتصحر ونعمة الخصب!
طارق مصاروة
04-07-2015 05:20 AM
ي ملاحظة ذكية، نشرت احدى صحفنا خبرا له دلالة اعمق من مجرد ضعف اقبال المستهلكين على المكيفات الكهربائية في هذا الفصل، فدرجة الحرارة في العاصمة امس لم تتجاوز الثلاثين ونحن في مطلع تموز الذي كان الكبار يقولون: في تموز بتغلي الميّة في الكوز!
ووزير المياه والري يكاد يكون المشغول رقم واحد بعد الرئيس في تدبير شؤون مياه الشرب، خاصة بعد ان اضيف الى الاردنيين اكثر من مليوني لاجئ عربي، وتضاعف عدد ساكني مدن وقرى الشمال. فهو يشكر الله على ان السدود وصلت الى منتصف طاقتها على حفظ المياه. والمطر هذا الموسم كان غزيراً ومتلاحقا.. ولعل عشاق الطبيعة هذه الايام يلاحظون ان الجبال المطلة على الغرب ما تزال خضراء رغم ان الموسم موسم حصاد القمح (من يزرع القمح)!
وقد لاحظنا بعد اسبوع الصقيع في نهاية الموسم المطري، ان اشجار الحمضيات (الليمون) اصبحت حطباً وقام النشطاء الكثيرون بقص الاغصان اليابسة العالية وها نحن نرى الاوراق لوناً تطلع من الحطب، فالاشجار تعود الى النمو.. ليس الحمضيات وانما اشجارالبلوط والخروب المعمرة تكسرت اجزاء منها لنقل الثلج.. وها هي تنمو بشكل مذهل من جديد!
ما نريد ان نصل اليه، ان الذين يحذرون من كارثة «تغيّر المناخ» قد لا يكونون على حق!! فنحن في الاردن نعمنا بهذا التغير، ونتمنى ان نشهد تغيراً في الست سنوات القادمة، امتثالا لنبوءة يوسف عن السبع سنوات العجاف التي تأكل السبع سنوات الخصب والسبع سمكات الصغيرة التي تبتلع السبع الكبيرة.
ولعل الاردنيين يتحدثون عن التصحر وكوارثه، لكنهم يلاحظون سنة بعد سنة ان البادية تخضر بالمزارع والاشجار، وتمتلئ بشلايا الغنم، ومزارع الابقار وقد أعاد المتحضرون حيواناتها كما كانت من قبل قرن من الزمان بعد ان استؤصلت. فهناك الان الآف البقر الوحشي في اكثر من موقع في الشرق والجنوب، وهناك الماعز الجبلي والغزلان في محميات الشمال والموجب وهناك النعام. ونتمنى ان نرى المزيد من سكان المناطق الطبيعية.. بعد ان خسرنا واحة الازرق واسماكها، وبطّها وزرازيرها، وابقارها البرية.
تغيّر المناخ كان نعمة علينا. والكلام عن التصحر لا يفت في عضد الذين خضروا الارض بالخصب والحياة. وبلدنا قادر على تجاوز شحّ ماء الشرب بمشروعات السدود، ومشروع قناة البحرين ومحطات التحلية والتنقية التي اقمنا بعضها دون كلام كثير!
الرأي