العمل التطوعي يلعب دورا حيويا في دعم المجتمعات في الشرق الأوسط
03-07-2015 09:51 AM
عمون- لم تتوقع اليسار شدياق، المتطوعة الاسترالية الأولى التي استهلت برنامج المتطوعين الأستراليين للتنمية الدولية في الشرق الأوسط، اهمية وأثر مهمتها التي كانت في فلسطين قبل عشرين عاما. وكانت هذه اول مرة تغادر فيها مدينة سيدني في استراليا.
عملت اليسار لأكثر من عامين في التدريب في مركز "معاً" لتمكين المرأة والشباب، وكانت ردة فعلها من خلال عملها ان ما عايشته هو "قمة الابتكار وانتاج ثقافي محلي وروح القوة والجمال من الأرض". شعرت من خلال عملها مع هذا المركز انها جزء صغير من تاريخ طويل من المشاركة بين أستراليا ومختلف الدول العربية، وخاصة فلسطين.
مع اقتراب برنامج المتطوعين الأستراليين للتنمية الدولية في الشرق الأوسط من نهايته، يحتفل المتطوعون الاستراليون بعشرين عاما من بناء الشراكات التي عززت العلاقات بين أستراليا والشرق الأوسط. ساهم من خلالها اكثر من مئة متطوع استرالي في تطوير المنظمات الشريكة ودعم المجتمعات المهمشة، وبناء علاقات انسانية ومهنية دائمة ترتكز على الفهم الحقيقي للمجتمعات والأفراد والتاريخ والإنجازات والتحديات.
وقد أعربت المنظمات اتي استضافت المتطوعين عن امتنانهم للتأثير الإيجابي المستمر الذي حققه المتطوعين، وقالت المدير الإقليمي ورئيس البرامج في مؤسسة رواد - المؤسسة العربية للتنمية المستدامة – السيدة سمر دودين ان المتطوعين الأستراليين الذين استضافتهم المؤسسة "سيكونون دائما جزءا من رحلتنا وجزءا من مجتمعنا" ، واضافت "جاء المتطوعون الاستراليون لمنظمتنا من ذوي الخبرة والمهارة العالية، لديهم منظور ثقافي شامل فريد وطريقة مذهلة في التعاطف"
وردد الثناء ايضا مدير برنامج الصحة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا) الدكتور أكيهيرو سيتا، "لقد أعجبت دائما بالمتطوعين الأستراليين لما يتمتعون به من مهنية عالية، وجدت أنني كنت على حق عندما انضمت إلينا المتطوعة الاسترالية".
وقد أطلقت مديرة منطقة الشرق الأوسط للمتطوعين الأستراليين كاساندرا ماثي فيلما قصيرا عن برنامج المتطوعين الأستراليين في الشرق الأوسط في مهرجان الفلم والفن لحقوق الأنسان الذي اقيم في مدينة ملبورن في استراليا في ايار الماضي، كما عرض الفلم في الحفل الختامي للبرنامج الذي اقيم في السفارة الاسترالية في عمان.
وذكرت ماثي "ان برنامج المتطوعين الأستراليين في الشرق الأوسط جمع الأفراد والأسر والمجتمعات والمؤسسات معا، وبنى الشراكات التي تجذرت في مجموعة من القيم والمصالح المشتركة ووضعت الناس في قلب "التنمية".
"اتخذت منظمة المتطوعين الأستراليين في الشرق الأوسط مسؤوليتها بكل جدية، ونحن نرى عملنا كفرصة لتجاوز العدسة السياسية والأمنية التي كثيرا ما تسيطر على المنطقة. ان برنامج المتطوعين الأستراليين في الشرق الأوسط يركز على المساهمة في احداث فرق في حياة الناس والمجتمعات ".
يسلط الفيلم الضوء على عمق الروابط بين الأفراد ومساهمة المتطوعين في تطوير المجتمعات في الشرق الأوسط. وترددت كلمات إثراء"، "العاطفة" و "الإنسانية في العمل" في المقابلات مع موظفي المنظمات المضيفة للمتطوعين في وصف البرنامج في الفلم.
بدأ برنامج الشرق الأوسط مع ستة متطوعين في الضفة الغربية في التسعينيات ثم بدأ التركيز في لبنان ب ست وخمسون مهمة ما بين اعوام 2000-2014. وفي سوريا ثمان مهام ما بين الأعوام 2007-2011 وفي الأردن ثمان واربعون مهمة بين عامي 2008 و 2015. وفي المجموع تكون فقد استضافت 44 منظمة في الشرق الأوسط متطوعين استراليين، بما في ذلك شراكة رئيسة مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من عام 2006 لتحسين الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين.
وتقول أليسار ان مهمتها كانت نقطة انطلاق لعملها الحالي كمتخصصة تنمية ثقافية مجتمعية "وقتي في فلسطين مدّني بشبكة معلومات من خلال المجتمعات المحلية العربية الأسترالية وعمّق فهمي للغة ولمفهوم التضامن والتنمية الثقافية المعاصرة". واضافت شدياق ان كلمات مدير المركز الذي تطوعت به، لا تزال ترن في ذاكرتها "انت مدعوة الى العودة في أي وقت - هذا هو بيتك".
يتم تمويل المهام التطوعية من قبل الحكومة الأسترالية من خلال برنامج المتطوعين الاستراليين للتنمية الدولية.