المنسيون يا وزارة التنمية الاجتماعية
ميساء القرعان
01-07-2015 03:07 PM
للأسف تفتقد خططنا الاجتماعية فيما يخص الفئات ذات الاحتياجات الخاصة الى الكثير من الحكمة، والكثير من الإنسانية، فلم تزل أمهات المتخلفين عقليا يعانين المعاناة ذاتها، لا توجد مراكز حكومية نهارية لإيواء هؤلاء، وما هو موجود يتعارض كثيرا مع رغبتهن في أن يؤدين واجبهن كأمهات في تقسيم الوقت بين أبناء أصحاء وبين أبناء هم ابتلاء الله الذي يجب أن يكن لديهن جهات تشاركهن هذا الابتلاء.
تلك قضية كنا قد أنهيناها وكنت قد سلطت الضوء عليها تلفزيونيا وكتابيا في عهد وزير سابق ولم يتخذ أي اجراء، لم يزل الايواء يشمل المبيت الذي لا تطمئن فيه الامهات على ابنائهن.
أولئك أصبحوا في خانة(المنسيين)، لكنهم ليسوا وحدهم كذلك، هنالك منسيون بفعل تكالب ظروف اجتماعية عديدة من المسنين الذين لم تمنحهم الحياة هبة الأبناء، منهم الطاعنون في السن والمرض، ومنهم المرضى النفسيون، هؤلاء تستطيع أن تحدد مكان إقامتهم في غرفة لا تصلح لتربية أي كائن، أو في الانزواء في بيت درج، وكثير منهم في الشوارع، وبعضهم يقيم في بيت مترين طول بعرض ومن الواح الزينكولا يقيهم حر ولا برد، من هؤلاء، الكفيف، المريض نفسيا، العاجز بفعل كبر السن والامراض ولا معيل لهم.
هؤلاء المنسيون يتم معرفتهم اما بالصدفة أو من خلال اهل الخير الذين يؤرقهم حالهم، ويتساءلون: ما الحل؟ ما العمل؟ كيف يستطيع مسن مريض سكري فاقد البصر أن يتدبر أموره في عيشه وحيدا في عشوائيات تستغرب انها موجودة في العاصمة عمان؟ وكيف يستطيع آخر أن يعيش في غرفة فيها كل أنواع الجراثيم والميكروبات والعفن لأنه منفصل عن العالم عقليا، ولم يستحم منذ ما يقرب العشرين عاما، وكيف تتحمل أجساد بعض المسنين قسوة الأرصفة في نومهم على سرير اسفلتي؟
مثل هؤلاء لا يستطيعون مراجعة وزارة التنمية ولا أية جهة معنية، وليس لديهم من يراجع بالنيابة عنهم.
هؤلاء هم من يجب أن تصلهم وزارة التنمية الاجتماعية من خلال موظفيها، لا لتقديم خدمة مؤقتة وإنما لاستحداث دار مسنين من نوع خاص، وايواء الاصحاء عقليا منهم في قسم والمرضى النفسيين في قسم آخر.
مثل هؤلاء لو تم العثور عليهم والعثور سهل، فإنهم لن يكلفوا وزارة التنمية ما يرهق ميزانيتها، ولتتشارك مع جهات خاصة من أجل حل مشكلاتهم، فلا ضير بذلك، المهم والأهم ان لا يبقوا منسيين ....
ولا اعتقد ان خطة ايوائهم واستقطابهم تأخذ أكثر من ساعة ضمير، ضمير يكتب خطة لا أكثر..
Dr.maysaquraan@yahoo.com