لا ارى سببا او مبررا لشكوى النظام السوري على الاردن للامم المتحده الا محاولة اخفاء الكثير من الحقائق اوالقفز فوق الاخطاء التي يقع فيها النظام السوري لدفع الاردن استفزازه للدخول المباشر عسكريا في الازمة المشتعلى على الاراضي السورية . خاصة وان النظام يشهد الان في حرب الكر والفر اخفاقات ميدانية وتراجعا سياسي دولي بدأت تظهر من التصريحات الروسيه , فروسيا وايران غير قادرتا على الاستمرار في تحمل الاعباء الماليه لهذه الحرب التي لا يعرف مدا لها .
النظام السوري ومنذ مدة طويله يحاول استدراج الاردن للدخول المباشر في الحرب وخاصة في منطقته ذرعا والسويداء بجة مواجهة داعش وحماية الحدود والمدنيين الاردنيين الذي يتعرضون لصواريخ قاتله وتهديدات مباشرة . حيث لم تتوقف هذه المحاولات يوما ويدرك ذلك الجيش الاردني المرابط على طول 380 كم السورية الاردنية وكذلك السكان الحدوديين الذين يتعرضون للعديد من التهديدات .
الصواريخ الاربعة التي سقطت على الرمثا وادت الى مقتل شاب في مقتبل العمر يجهز نفسه لان يتخرج ويكون المنقذ الوحيد لاهله الفقراء ووالديه الذي شابوا حتى يروه مهندسا ذكيا يساندهم على ما تبقى من عمر , شابا صائما , عابدا , آمنا يبيع الحلويات الرمضانية على قارعة الطريق على قارعة الطريقه بهدف ان يساعد اباه لتأمين آخر فصول دراسته, ليفاجأه الموت وليقضي على حياة شاب وعلى امل وطموح ولينبت في قلوب اهل الوطن الاردني غصة مؤلمة حرقت القلوب وادمت العيون , فهذه هي المكآفئة التي يردها النظام السوري علينا لاستضافتنا اهله ومواطنية ليرد علينا بصاروخ موجه من قاذفه روسيه يستخدمها السوريون. فنحن لسنا النصرة او الفتح او داعش ؟! ولعل الامر عند النظام السوري اصبح سيان . . الخ ,.
نعم (قتلني وبكى وسبقني واشتكى ) خير مثال على اخوتنا في النظام السوري ينكرون آيادينا البيضاء وتضحياتنا تجاه الشعب السوري وارض سريا , لنجدهم على مقولتهم الدائمة التي لا يعرفون غيرها وهي تسلل المسلحين ليضيفوا عليها نغمة جديده حول الاسلحة الاسرائيليه وهم مدركون تماما ان التسلل من والى الاردن مستحيل جدا وان العقيدة الاردنية ما زالت ترفض تدخل اي احد في سوريا فكيف اسرائيل اضافة لمعرفة سوريا ان جبهة القنيطره مع اسرائيل مفتوحة ون الجرحى من المعارضة او الجيش النظامي يعالجون بالاراضي المحتله وبمستشفايات اسرائيليه .فلماذا يتهم الاردن , والجبهات السورية مفتوحه للقاصى والداني ؟

الاردن اعلن انه يدرب ابناء العشائر المحيطة بنا لتكون جاهزة للدفاع عن نفسها اولا ولتكون درع اولى للحدود الاردنية , وهذا حق شرعي للدفاع عن امن واستقرار الوطن , وهذه خطوات استباقيه واجراءات وقائية لحماية الحدود من اي محاولات تسلل او اقتحامات تشهدها الحدود الاردنية مع سوريا والعراق يوميا.
نحن لا نتدخل بشؤون الاخرين ولم يسجل على الاردن انه ساهم بالاساءة للعلاقة مع اي دولة عربية ومعروف انه يأتي على نفسه من اجل صالح اشقائه والشواهد كثيرة وغزيرة وهي قصة مبدأ بني الاردن عليه وسار , على مدى مئات السنين , لا نتدخل في شؤون الغير ولا نساند طرف على حساب طرف خاصة وان النظام السوري يعرف عين المعرفة مدى ادراك الاردن لخطورة وجود فصائل اسلامية متطرفة كداعش وغيرها في سوريا .لهذا فهو دائم الدعوة للحل السلمي بمشاركة كل الاطراف بما فيهم حزب البعث السوري .
لا يحتاج الاردن الى تبرير ولا نريد ان نكرر ما قلناه مرات ومرات , ولا حتى الرد على ادعاءات النظام السوري الذي ما انفك يستفزنا وهو يعرف رفضنا لكل المغريات والتهديدات التي تريد ان تجرنا لتدخلات مباشره وما زلنا ندفع ثمنها غاليا ؟ على النظام السوري ان يشكرنا على مسؤولياتنا تجاه شعبه الذي شرده , عليه ان يشكرنا كوننا لم نرد على هذه الاستفزازات المكشوفه , ومسحنا دموعنا واحتسبنا شهداءنا عند الله . فهل ثوابنا بعد ذلك كله الشكوى علينا ؟ ..نعم انها ازمة اخلاق سياسية .