إنه مما يبعث السرور في النفس أن يتحدث الإنسان، أو يكتب أو يقرأ عن المشهد الانساني والعملي الجميل الذي يحيط بجلالة الملك في جولاته المكوكية داخل الوطن وخارجه، متفقداً احوال شعبه بزياراته للمؤسسات خدمية والمصانع والمشاريع الاستراتيجية والجامعات، ودوراً لرعاية الايتام في كل المدن، الى الانطلاق في رحلة الى جبهات الحشد والرباط بين صفوف اخوته ابناء القوات المسلحة – الجيش العربي المصطفوي - وهم من يحمون اليوم ثرى وسماء الوطن الغالي في ظل اوضاعٍ تتقلب بها المنطقة وتتفجر وتكاد ان تتشظى، ومن هذه اللقاءات يتجه الملك الى اقاءات وحورات مع مواطنين في مظاربهم وبيوتهم تحيط به مشاهد الحب والولاء والانتماء الى سبط بني هاشم، فقد شكل البيت الهاشمي صرحاً ارتبط بنظام سياسي رائد وعظيم ومتميز في عطائه, و في رعاية أبنائه, متطلعاً إلى نهضة أجياله، وفي زياراته ولقاءاته وبحثه هنا وهناك وحواراته كانت ارشادات في محاربة الفاسدين والمفسدين دون اغتيال للشخصية، وتوجيه المترهلين في الادارة الحكومية للعمل والانجاز او الاصطفاف جانباً لترك المجال لمن يريد العمل.
وأنَ المطلعْ على واقع المملكة الاردنية الهاشمية رغم قتامة الصورة الاقليمية فكرياً وسياسياً وتحطمها تحت ضغط الحروب الاهلية والاصطفافات الاقليمية وغياب الاستقرار عنها تماماً وبخاصة في سوريا والعراق، ليدهشه إعداد الإنسان الاردني كاستثمار وطني وقومي، وقد أثمرت هذه الرسالة عن تفوق لحفظ التقاليد والقيم في كل مجال، فعم التميز والإبداع ، وأثارت المملكة الإعجاب بها كنظام سياسي مستقر ومتوحد الهوية والثقافة والارادة منذ إنشائها بناءً شامخاً, وهنا فعندما يقرأ البعض في بعض المقالات كلمة المملكة الاردنية الهاشمية، يسأل عن المفهوم ودلالاته.
لكل السائلين نقول: تاريخ الأردن هو تاريخ تلك الأرض الذي ربط الجغرافيا بالتاريخ والعقيدة فصهرها معاً مملكة للنور والحب وموئلاً للاحرار، وارضاً للحشد والرباط، ونظاماً سياسياً اصلاحياً في كل الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الذي يبشر بعصر جديد ديمقراطي وتنموي متميز في كل مناحي الحياة.
وفي القائد المفدى تأتي كلماته دوماً كالماء القراح في حلق الظامئ يتصبب مندفعاً في نقائه وصفائه في بحثه وسعيه للشعب عن الحياة الفضلى، مترجماً عظمة اجداده، وعبقريتهم الإنسانية في تطلعهم الى العدالة والحرية والديمقراطية.
لقد دافع القائد عبدالله الثاني ابن الحسين وبكلام نابع من قلب إنسان يغار على الاسلام والإنسانية عن سماحة الاسلام محذراً من خوراج العصر الجديد، كما دافع عن حق الشعب الفلسطيني في استقلاله ونيل دولته الموعودة ودافع عن الاقصى دفاع الابطال بكل الكلمات والمواقف ، ليخرج من صدره الكلام جميلاً حلواً نابعٌ عن عقل وتجربة , خبرتها السنون , وصقلتها الأحداث، وأنارها الوعي بكل ما يجري على سطح هذا الكوكب الذي أضحى مشاعاً للمغامرات غير المحسوبة, وباسم مسميات يستحدثونها, ومصطلحات يسوقونها , ومرة بوسائل إعلام غاب عنها العقل كما غاب عنها الصدق, متخذين من الاستكبار شعاراً يستبيحون به الدماء, ويمرغون به الكرامة بوسائل ما أنزل الله بها من سلطان , حتى اشتكت الأرض لخالقها مما يجري ويكون، وكنت دوماً منساقاً بكليتي وأنا أستمع للقائد يتحدث في حكمة كافية لحل مشاكل التطرف والارهاب ومشاكل فلسطين وسوريا واليمن والعراق والسودان والصومال.
وهو الان ولتحسين الوضع الاقتصادي ولحفظ امن الوطن يحاور في كل عواصم الدنيا مداعباً المشاعر والعقول والقلوب وهو ينادي بثقة وإيمان بسعادة الإنسان في إحقاق الحقوق، وفي كيفية رسم معالم الديمقراطية الاردنية الفتيه، وحفظ الوطن وامنه واستقراره، وهنا نقول عهداً، أن نبذل قصارى جهدنا ليظل الاردن منارة, يشع نورها وينتشر في كل مكان.