بقلم : ماضي الخميس
ماذا ظن الغادر وهو يفجر في بيت من بيوت الله؟! أي رسالة أراد توصيلها لنا وللعالم؟! ألم يتعلم الجبناء الدروس ممن سبقوهم من سادة الغدر والخيانة، حينما سولت لهم أنفسهم المساس بالكويت وأمنها ووحدتها؟ ألم يروا ويعرفوا مصير من اختطف طائراتنا، ومن غزا أرضنا، ومن تآمر علينا.. ألم يتعلموا كيف كانت سوء خاتمتهم وبئس المصير؟
الكويت عصيّة على الغدر والخيانة، وأهل الكويت أكبر من أن ينزلقوا في وحل الطائفية الآسن.. من ظن حينما شرع بتنفيذ جريمته الخسيسة أنه سيرهبنا، أو يفرقنا، أو يزرع الفتنة بيننا، فقد خاب ظنه.. ورغم الألم والحسرة في قلوبنا، فقد ازداد تقاربنا وقويت لحمتنا وتكاتفت سواعدنا.. هل نسي كيف اختلطت دماؤنا بكافة طوائفنا ومذاهبنا في صد الغازي المعتدي.. ألم يتعلموا من دروس الغزو.. ألم يروا كيف سطر الكويتيون أسمى نماذج التلاحم والتقارب والوحدة؟!.. إننا سور منيع أيها الجبان البغيض.. إننا حصنَّا أنفسنا ووطننا وشعبنا بمخافة الله وحب الخير ونشر السلام في كافة دول العالم.
كيف حالكم أيها الجبناء وأنتم ترون والدنا وقائدنا ورمزنا أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد، أول الموجودين في ساحة العز والكرامة.. في موقع الانفجار.. ولم يتردد بأن يكون أول الحضور رغم المخاطر الأمنية.. «إنهم أبنائي».. هكذا كان صوت أمير الإنسانية، ينطق ويرد على من حذره.. أبنائي.. هل تعرفون معنى مشاعر الأبوة حينما يتعرض الابن للأذى.. هكذا انطلقت مشاعر أميرنا الذي اختاره العالم رمزا للإنسانية.. قال أبنائي.. وكان يوما عصيبا على سموه.. والألم يعتصر قلبه.. وهيهات هيهات أن تظنوا أنه سيترك الكويت لكم تعبثون بها.. خذوا من دروس السنين.. لتعرفوا مَن تواجهون.
الحمد لله على كل حال.. ونسأل الله أن يرحم شهداءنا ويغفر لهم، وأن يشفي المصابين.. ويلهم أهلهم الصبر والسلوان.. وأن يحفظ الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين من كل شر.. اللهم آمين.