رد ابناء الكويت على الإرهاب
نضال الثبيتات العمرو
30-06-2015 04:21 AM
وطنـي الكويــت سلمـت للمجـد
وعلـى جبينـــك طالــع السعـــــد
كلمات خطّها الشاعر أحمد العدواني يدعو فيها المولى سبحانه وتعالى بأن يبقى الوطن (الكويت) دائما في مجد وشرف وعزة ودوام الخير والبركة والبقاء وطنا ومَأمناً لأبنائه على طول البقاء.
بهذه الكلمات يستفتح المواطن الكويتي يومه في كل المحافل بعد آيات من الذِّكرِ الحكيم؛ ليستذكر دائماً وأبداً حقيقة لا مجال فيها للشك او الرّيبة؛ فالكويت الدولة العربية الاسلامية عنوان المجد والعزّة والكرامة؛ ذات اليد الطولى للخير والبركة والعطاء للمحتاج والضعيف والمنكوب والمريض.
يا مهـــد آبــاء الأولــى كتبـــوا
سفــر الخلــود فنـادت الشهــــب
اللـــــه أكبـــــر إنــهم عــــرب
طلعــت كواكــب جنـــة الخلــــد
الكويت يا منشأ الأجداد والآباء الذين كتبوا وسطروا تاريخ الوطن العظيم حتى بلغ هذا التاريخ من عظمته عنان السماء وذاع صيته بين الاوطان كما يسطع النجم اللامع في السماء.
في هذا الوقت العصيب ، وما تَمُر به الكويت الحبيبة من زوبعة في فنجال الارهاب ؛ يخرج الشعب الكويتي العظيم ليُثبت للعالم أجمع المعاني الحقيقية لأصالة التاريخ الذي سطّره أجدادهم ، و ورثه الأحفادِ من وحدةٍ ومنعةٍ وإلتفاف حول القيادة في مشهدٍ وطنيٍ يندر مثيله بين الشعوب واوطانها.
يفديــك حـــر فـي حمــاك بـنـى
صـــرح الحيــاة بأكــرم الأيــدي
نحميــك يــا وطنــي وشـاهدنــا
شــرع الهــدى والحـــق رائــدنا
وأميــــرنا للعــــــــز قـــائــــدنا
رب الحمـــية صـــــادق الـــوعد
أثبتت الأحداث التاريخية كما يشهد لها القاصي والداني أن الكويتيين لديهم القدرة على مواجهة أحلك الظروف والتحديات مهما اشتدت وكبرت، ويخرجون دائما منها أكثر وحدة وقوة وتماسكا خلف القيادة الحكيمة لآل الصباح عامةً ، و لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي ما فتئ يوما عن تأكيده بأن ما يدور في المنطقة يستدعي من الجميع الحيطة والحذر والتنبه إلى كل من يتربص بمجتمع الكويت ووحدته.
لقد عانت الكويت كما غيرها من الدول من يد الإرهاب الآثمة التي طالتها في فترات متقطعة ولكن كانت كلمة الحق والوحدة الوطنية تهزمهم في كل مرة ، فمنذ 1 يناير 1972 تم تخريب منشآت لشركة نفط الكويت، المملوكة جزئيا للولايات المتحدة، من جهة مجهولة ، ثم في 7 يونيو 1976 تعرض مبنى جريدة «الأنباء» لانفجارين دَمَّرا مكاتب التحرير في حادث مشين أراد منع الصحافة الكويتية من حرية التعبير ؛ ومن ينسى 25 مايو 1985 عندما قاد سائق انتحاري سيارته المحملة بالمتفجرات إلى موكب سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، وكانت عناية الله سبحانه وتعالى تحف سمو الأمير فنجا من محاولة الاغتيال مع إصابات طفيفة ، واستشهد ثلاث اشخاص منهم مرافق له في الحادثة واصابة 12 شخصا جراء الحادثة.
انتفض أهل الدّيرة عن بكرة ابيهم أحراراً أعزّاء ؛ مُضحيّن بالغالي والنفيس في مواجهة كرب بلادهم وقرة اعينهم، وعلى رأسهم الأمير الإنسان ، رغم صعوبة الموقف أمنياً في مسجد الامام الصادق وحساسيته بعد 32 دقيقة فقط عن العمل الانتحاري التفجيري الجبان؛ إلا ان سمو الأمير والاب والشقيق يأبى إلاَّ أن يكون في الصفوف الأولى يتفقد أبناءه من شهداء وجرحى يُسعف هذا ويطبب جراح ذاك بكلمة تقدّر في وقتها بسلسبيل الحياة ؛ وشهد الجميع بفداء الشعب الكويتي وقائد العز ؛ وهو رب الحَميّة والوَفيُّ للوطن ارضاً وانساناً ؛ صادق الوعدِ.
من يقرأ كلمات النشيد الوطني الكويتي... يجد بين الكلمات والاسطر المَنَعة التي ظهر بها الشعب الكويتي الشقيق في مواجهة المؤامرة الاخيرة ، والمخطط الخسيس الذي كان يهدف الى اشعال فتيل أزمة تأكل الاخضر واليابس ، ولكن ما اظهره ابناء الشعب الكويتي الشقيق من فطنة وبأنهم يدركون أبعاد المؤامرة الدنيئة التي حيكت ، وانهم لن ينقادوا لخطط الشيطان بالمساس بوحدتهم الوطنية التي عاشوا يحمونها ويذودون عنها كإرثٍ من الاباء والاجداد، وسيبقون دائما وأبدا سداً منيعاً لمواجهة الإرهاب الشيطاني.
وحدة الشعب الكويتي ضد الارهاب ، و وقوفهم خلف قيادتهم بكل معاني الوطنية والفداء هو بمثابة رد مُدوّي على ما قامت به يد الارهاب سواء كان داعشياً او صهيوأمريكياً أو ملالياً ، فلسان حال الشعب والقيادة في الكويت الشقيقة يقول للعالم اجمع " وطني الكويت سلمت للمجد " سلاح نواجه به كل الفتن والمكائد التي تحاك.
حمى الله الكويت الشقيقة وشعبها العظيم وقيادتها الحكيمة من كل سوء...