صلاة كويتية تستحق التعميم !
خيري منصور
30-06-2015 03:47 AM
لم يعد الكلام وحده كافيا عن الالتئام الوطني في مواجهة الارهاب الهادف اساسا الى تعميق الصدوع الطائفية والاجتماعية في العالم العربي كله، لهذا كانت مبادرة الكويتيين الى الصلاة معا، سنّة وشيعة تعبيرا عن رد فعل وطني ضدّ من اقترفوا مذبحة باسم الدين في يوم من أقدس ايام الدين وفي جلال السجود لمن تحوّل وضوؤهم الى دم.
يذكرنا ما بادر اليه الكويتيون بما قام به المصريون في ثورة عام 1919 من رد فعل وطني حاسم على الاحتلال البريطاني عندما تبادل الشيوخ والقساوسة المنابر ورفع الهلال الى جوار الصليب.
ومن قالوا في العراق ذات يوم، ان الكاظمية هي اخت الاعظمية تعبيرا عن الشجن الوطني ذاته، وجدوا من يحاول تشييد الجدار بين هذين التوأمين على شاطئ دجلة، لأن المعروف عن الكاظمية انها شيعية والاعظمية سنيّة.
ما من سبيل الان وامام هذا الغزو المتوحش الذي تستطيل مخالبه في كل مكان عابرة الحدود والطوائف والاعراق غير الالحاح بكل الاساليب على الوحدة الوطنية، فهي الدراما العظمى في تاريخ يراد له ان يتحول الى غنائم على موائد اللئام.
كلاهما السني والشيعي في الكويت وغيرها من الشقيقات يحمل الذاكرة ذاتها والاوجاع ذاتها، وهذه ليست رغائبية بقدر ما هي حقائق، لهذا تستحق هذه المبادرة ان تكرس في العديد من الامكنة الاخرى لتفويت الفرصة على من قرروا تفسيخ النسيج الحي لهذه الامة، وايصالها بعد التقسيم الى حالة من التذرر لا تبقي ولا تذر.
فالهدف الان هو تفكيك كل السياقات الوطنية والدينية بدءا من الدولة، لأن هذا الغزو المسلح والمؤدلج بشكل غير مسبوق من الكراهية والاستنقاع الفكري لا يعترف بأي حدود، كما انه يسقط مفهوم الوطن من قاموسه لصالح قطعنة كونية يكون فيها الولاء والنّسب لهولاكو جديد يرتدي العمامة ويرطن باللغة العربية .
ان احمد الشيعي ومحمود السني ليسا في خندقين متقابلين الا بالقدر الذي يريده من رفع شعار فرّق تسُد قبل اكثر من قرن.
وأجدى وأمضى سلاح في هذه الحرب هو الوعي بما يجري وتقصى دوافع الحالمين باعادة الدولة العربية بعد قرون من الكدح الى الصحراء وعراء التاريخ!
الدستور