باريس هيلتون .. كيف يرانا العالم؟
29-06-2015 09:17 PM
قبل أيام شاركت النجمة العالمية "باريس هيلتون" في برنامج المقالب الذي يقدمة الفنان!! رامز جلال تحت عنوان "رامز ماكل الجو".
البرنامج لمن لم يشاهده مع أنه يذاع على قناة ال MBC وعدد من القنوات العربية يقوم على فكرة استتضافة شخصية فنية أو أحد المشاهير للمشاركة في افتتاح جزيرة سياحية ومنتجع في الامارات العربية، بحيث يجري استقباله وتعريضه إلى بعض المقالب البسيطة ثم يجري اقناعه بالذهاب في رحلة للاطلاع على المنتجع من الجو وما إن تنطلق الرحلة التي يشارك فيها رامز وفريق من مساعديه من الطاقم المخصص للاستقبال والمرافقة والتعريف حتى تبدأ المضايقات من خلال ايهام الضيف بان الطائرة تواجه متاعب قد تؤدي إلى سقوطها وتلويث أجواء الطائرة بروائح يصعب احتمال استنشاقها.
خلال صراع الضيف ومحاولته فهم ما يدور تتصاعد مضايقات رامز له، فتزداد كثافة الروائح ومناورات الطائرة المخيفة وسكب ورش المياه على ملابس الضيف اضافة الى التجاوز على الحيز الخاص ولمسه واختراق خصوصيته بصراخ وضوضاء مصطنعين، وبعد وصوله الى حالة اليأس تهبط الطائرة ليعلن عن الهبوط الآمن ويكشف رامز أن ذلك مجرد مقلب جرى تدبيره وترتيبه، فينهال الضيف بالضرب والشتائم والتحقير والعضّ أحيانا على رامز الذي يقابل ذلك بضحكات مريضة وباعتذار سمج يوحي بغياب الاحساس بأي مشاعر إنسانية سوية وبعقلية سادية شاذة تتمتع بصناعة الخوف ومشاهدة التعذيب وممارسته زاعمة انها تقدم بذلك شيء يسمى فن.
المدهش أن الشخصيات الفنية العربية التي جرت استضافتها تعاملت مع الموضوع بردة فعل اتسمت بالغضب والاستنكار والاعتداء المضاد على صانع المقالب المرضية.
الاستجابة الملفتة كانت للامريكية "باريس هيلتون" وريثة سلسلة فنادق هيلتون الشهيرة عالمياً، فقد كان أول سؤال لها بعد هبوط الطائرة حول سلامة الشخص الذي قفز بالمظلة....هل هو على ما يرام؟.
والثاني أنها اعتبرت المقلب وطريقة تخطيطه واخراجه برهانا على السؤال المطروح حول "لماذا يقتل العرب بعضهم البعض؟".
فقد رأت أن هناك ثقافة الاستمتاع بالتعذيب والشماتة وصناعة الخوف كتسلية يستمتع بها الجمهور ويتابعها ويدفع المعلنون ملايين الدولارات ليحجزوا اوقاتا للاعلان عن منتجاتهم وخدماتهم في هكذا برنامج.
لا يعني ذلك ان الثقافات الاخرى خالية من ممارسات كهذه لكن ذلك يكون في افلام ومسلسلات يعرف الممثل انه يمثل ويستعد لذلك نفسيا وجسديا.
أن تتصدى أهم محطة عربية لبث مثل هذا العمل الغني بألفاظ خارج القواعد الاخلاقية لما ينبغي أن يبث ومشاهد قد تؤدي الى موت بعض من يتورطوا فيها اضافة الى غياب أي رسالة، غير بشاعة بعض المشاعر الكامنة وراء مثل هذا العمل الذي يبنى على الانتقام من المشاهير والتلذذ بمشاهدتهم وهم يدخلون تجربة الموت.
ملاحظات باريس هيلتون تدفعنا للتفكير بمستوى الوحشية التي نمارسها في خصوماتنا وهزلنا وصراعاتنا.