الخضرا ومجلس التعليم العالي الجديد وبينهما الملفات الساخنة!!
د نضال يونس
29-06-2015 01:36 PM
أؤمن أن الاعضاء الجدد لمجلس التعليم العالي ليسوا بالضرورة أن يكونوا الأفضل تأهيلاً وسيرة ذاتية من بين الاعضاء الراحلين أو الاكاديميين الذين يمكن أن توضع أسماؤهم كخيارات على طاولة المشاركة فى عضوية مجلس التعليم العالي، وأكثر من ذلك فإنني أتفهم "بحذر" شديد إقدام وزير التعليم العالي لبيب الخضرا على تسليم المجلس الجديد صلاحيات التنسيب برؤساء للتكنولوجيا واليرموك والحسين، وهي مغامرة غاية في الخطورة أكثر من مغامرة حل المجلس السابق.
وهنا تتوالى الأسئلة الملحة، لماذا يخوض وزير التعليم العالي هذه المغامرة فى وقت يمر التعليم العالي بمنعطف خطير في مسيرته؟!، وما الذي يدفعه للقبول بهؤلاء الاعضاء خيارا استراتيجيا غير ملزم له؟!، وهل بات المجلس محطة تجارب لمن هم فى عمر السبعين او لمن يطمحون فى رئاسة الجامعات؟!، وقبل ذلك لماذا انتهى المجلس السابق الى هذه النهاية المحزنة؟!، ألا يفكر في تاريخه الحافل الذي من الممكن أن يتشوه ليس عند المناوئين له بل حتى عند المنافحين عنه، في حال فشل مشروعه للنهوض بالتعليم العالي؟
تلك الأسئلة بما تتضمن من حمولات ثقيلة من التثبيط والتخويف والترهيب، لا يمكن أن تكون قد غابت عن ذهن الوزير لبيب الخضرا، بل أكاد أجزم أنها كانت تزاحمه على وسادته حين ينام، بعد أن تكون قد شغلته طوال يومه، ولذلك فلا يمكن أن يأتي أحد ليقول مبدئياً أن القرار كان ارتجالياً؛ خصوصاً وأننا جميعاً ندرك أنه قد جاء بعد فترة من الاحتقان والاتهامات المتبادلة، واصرار ثلاثة من اعضاء المجلس السابق الترشح لرئاسة الجامعات الرسمية بما في ذلك من تضارب واضح "للمصالح"، فضلا عن أن الخضرا لديه إستراتيجية وخطط لا بد من المضي فيها، ولا يمكن تحقيقها إلا بحد ادنى من الانسجام بين أعضاء المجلس. وفق هذا السياق يمكن القول إن قرار اعادة تشكيل مجلس التعليم العالي وان كان مفاجئا لاغلب الاكاديميين، لكنه في الحيثيات ليس كذلك، خصوصاً أن ثمة معطيات فنية وتوازنات دعمت هذا التوجه، والعارفين بواقع الحال يدركون ذلك، والأهم من ذلك أن ثمة قرارات مصيرية تحتاج إلى أن تؤخذ، وهي ما عجز عنه المجلس السابق فى سلسلة من الاجتماعات "الدونكيشوتيه"، ولعل هذه المغامرة تؤدي إلى ذلك.
ثمة من يبدي من الاكاديميين تحفظه على تشكيلة المجلس الجديد، وفيما اذا كان المجلس الجديد سيتبني تنسيبات "اللجان" التي انبثقت عن المجلس السابق ام لا، وهل سيحترم المجلس الجديد تقارير لجان التقييم ولجان الاختيار المشكلة بقرارات من المجلس السابق ، ولذلك هم يتحفظون على التغيير المفاجىء ليس كرهاً فيه، وإنما حباً في الاستقرار الاكاديمي وخشية على الاستقلالية الجامعية التى اصابها اعصار التغيير المفاجىء و"المبكر" لاعضاء مجلس التعليم العالي، وفي هذا السياق أتذكر مقولة ابو القاسم الشابي إذ يقول: « ومن لا يحب صعود الجبــال يعش ابــد الدهــر بيــن الحفر »، وهكذا أحسب الوزير الخضرا الذى اثر ان يرتقى موطئا صعبا هذه المرة.
آخرون ممن تسوؤهم قرارات الخضرا، راحوا ينشرون مسامير حقدهم في طريقه بحجة أو بأخرى بغية تعطيله، فهم يخشون أن يحقق النجاح في مشروعه واستراتيجياته للنهوض بالتعليم العالي والخروج به من عنق الزجاجة، وهؤلاء في ظني هم الرافعة التي ظلت تحمل الخضرا إلى قمة المواقع الادارية، لا بل اعطته زخما جديدا للمحافظة على اتزانه امام كل هذه التحديات والازمات من حيث لا يدرون، ولربما يفعلونها من جديد، فينجح الوزير، ، فيفتح بنجاحه هوة في الجدار الموصود في وجه عملية الاصلاح الاكاديمي، وحينها سنقول له شكراً ولا تنسى "لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك"....