على طريق عمان الأزرق الصحراوي ، يوجد قصر أموي شهير يسمى (قصير عمرة) وهو عبارة عن مبنى متوسط الحجم بني في القرن الثامن الميلادي اي قبل ما يزيد على 1200 عام من اليوم ، والشخص الذي يزور قصير عمرة سيشاهد فيه قاعات كبيرة ذات عقود مقنطرة وعلى جدرانها رسوم على لوحات جصية تمثل مناظر من الاردن والباديه وصائدي غزلان وموسيقيين وملوك الارض ، وحمامات ومياه ساخنة. ولقد ادهش القصر علماء الغرب بزخارفه, وهندسة عمارته, وعلومه ,وفنونه والفوا الكتب وعقدوا المؤتمرات حوله ومنهم العالم موزل وغيره .
لكن الاكتشاف الهام الذي ادهش العلماء والخبراء قديما وحديثا في القصر هو القبه الفلكيه :فهي بحق اقدم محاولة في العالم لتصوير الابراج السماوية على سطح كروي بدلا من مسطح امامه)) قبة النجوم المرسومة بألوان زاهية في سقف الحمام االساخن في القصر تمثل عظمة الابداع والرقي البشري ، والذي يشاهد القبة سيلاحظ صورا لأهم الكواكب الشمالية ,التي عرفها علماء الفلك العرب إضافة للبروج السماوية الاثني عشر ، هذه الكوكبات هي:(الدب الأصغر ، الدب الأكبر ، التنين ، قيفاوس ، ذات الكرسي) إضافة للبروج السماوية المعروفة.
لكن الشيء المثير والغريب في قبة النجوم هو الرسم الخاص ببرج القوس وهو اكثر الابراج اكتمالا ، فمن المعروف في الميثولوجيا القديمة أن برج القوس يوجه نشابه نحو برج الجدي الذي يقع إلى الشرق مباشرة من برج القوس لاصطياده ، وهذا الرسم موجود في جميع الخرائط الفلكية ، لكن الغريب في هذا الرسم الموجود في قصير عمرة ونلاحظه هو أن برج القوس قد لوى رقبته لينظر إلى الناحية الغربية أي إلى برج العقرب ويوجه نشابه نحوه وكأنه يريد اصطياد العقرب ، وربما تكون لبرج القوس رمزية اخرى لا نعرفها نحن في علم الفلك الحديث.
إن الذي يشاهد قبة النجوم في قصير عمره سيلاحظ دقة الصنع والمهاره الفنيه فهذه القبة ثروة علميه عالميه ,تاريخية واثبات على التفوق في مجال علم الفلك ولا تقدر بثمن رسمها اسلافنا الامويون فهم بحق اجدادنا واجدادك الذين فرشوا البادية الاردنيه بعلمهم وقصورهم والتاريخ الذي نعتز ونفتخر به .
ويبقى قصر عمره شاهدا حيا نابضا على عظمة تاريخنا وحضارتنا , وما هذه الاكتشافات الا دليل على عظمة الارث الحضاري الممتد على ارض الاردن المباركه والذي هو موضع افتخارنا وعزتنا .