نبارك لسمو ولي العهد بعيد ميلاده , ونرى في المناسبة فرصة صادقة للتاكيد على ان ملك المستقبل بعد عمر طويل بعون الله , لا بد وان تبنى له شخصيته المستقلة التي تحظى باعجاب مواطنيه كافة بلا استثناء , ومحبتهم الفطرية الصادقة التي لا نفاق فيها ولا رياء , فنحن نتحدث عن امير شاب في مقتبل العمر , لم يمارس عملا سياسيا بعد بالمعنى التقليدي للسياسة وشجونها وهمومها , وله قبول انساني جيد في نفوس العامه .
وفق هذا الواقع يملك سمو ولي العهد , فرصا رحبة جدا لان يدخل فعليا وبجدارة قلوب الناس جميعا , ليس في وطنه الاردن وحسب , وانما حيث وجد او ذكر اسمه , وتلك خاصية عظمى توفر فرص النجاح لمن امتلكها , وفي اي موقع قيادي كان , وبدونها تصبح المهمة غير سهلة ابدا , حتى لو كان القيادي مديرا لجماعة عامله , فالعلاقة بين الرئيس ومرؤوسيه , هي بوصلة نجاحه , متى احبوه وتعلقوا به نجح بامتياز واخلصوا له وللمهمة معا .
في عالمنا العربي , لا بد من مخاطبة عواطف الناس كمدخل الى العقول , فالعربي عموما , يملك مخزونا عاطفيا عاليا , والطريق الى قناعاته , يتطلب تحريك مشاعره ابتداء ’ ولنا في قادة كثر ارتكبوا اخطاء فادحة بحق الامة , وبرغم ذلك ما زال الملايين يمجدون اسماءهم , فقد استحوذوا على مشاعر العامة اولا وعقولهم وقناعاتهم في حياتهم وبعد مماتهم لاحقا ,
سمو الامير الحسين بن عبد الله الثاني شاب واعد محترم , وكلما كان قريبا من هموم الناس وشخوصهم وحاجاتهم اكثر , كلما تعلقوا به اكثر , واحبوه اكثر , وفي ذلك بالضرورة مصلحة وطنية اكثر , ففي بلادنا اكثر بكثير من سواها , يتعلق الناس ويحبون بصدق لا نفاق فيه , من يعيش همهم , ويدرك تماما واقعهم ويتفاعل معه باخلاص فطري , ويقدس قيمة سامية في حياتهم هي الوطن .
مرة ثانية وفي ظلال هذا الشهر الفضيل , نبارك لسمو ولي العهد بعيد ميلاده , ونرى فيه , شبلا هاشميا طيبا نسال الله جلت قدرته , ان ييسر له بطانة صالحة يهمها امر الاردن وامره وبتجرد واخلاص وتقوى , والله من وراء القصد .