عمر بن الخطاب يقر شهادتي عدم المحكومية وحسن السلوك منذ أكثر من ألف واربعمائة عام
09-05-2008 03:00 AM
عندما تسلم أبو موسى الأشعري قضاء الكوفة وجه له عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسالته القضائية ألمعروفه التي جمع بها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أساليب القضاء وآد بياته لتكن نموذجا يحتذي وتنير درب القضاة ورجال القانون فيما بعد
وابرز ماجا ء في الرسالة الحض على مجموعة قيم قضائية باتت تعرف في يومنا هذا بالإجراءات القضائية التي يجب السير عليها أما المحاكم بجميع أنواعها ودرجاتها .
يقول عمر
بسم الله الرحمن الرحيم
من عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى عبدا لله بن قيس سلام عليك ، أما بعد فأن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم إذا أدلي إليك ........................... إلى أن يقول :
((المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلودا في حد أو مجربا علية شهادة زور أو ظنينا في ولاء أو قرابة، فأن الله قد تولى منكم السرائر ودرأ عنكم الشبهات))
من هنا يتضح لنا إن سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه قد طلب من القاضي أبو موسى الأشعري الاستيثاق من المتخاصمين و الشهود ومن تاريخهم وسلوكهم وهل يوجد لديهم سوابق لهم أم لا؟ و هل سبق لهم أن أدينوا بأي حكم سابق فأن كان قد ارتكبوا من المحرمات أو الجرائم فيجب عليك أن تكون حذرا بإصدار الأحكام عليهم أو لهم، وهو ما يعرف في يومنا هذا بعدم ألمحكوميه،وكذلك التحري عن ولاء المتداعيين بانتمائهم لدار الإسلام، وهي ما تعرف بومنا هذا بشهادة حسن السلوك.
ومن نافلة القول في هذا المقام ذكر بعض من الكتب والرسائل التي بعث بها عمر بن الخطاب لعدد من الحكام مثل رسالته إلى معاوية بن أبي سفيان والتي تكاد تكون من ابلغ رسائل سيدنا عمر حيث اختصرها بجملة واحدة فقط مما كان لها الأثر الأقوى من خليفة مثل عمر لحاكم مثل معاوية رضي الله عنهم إذ كتب عمر يقول
من عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان
أما بعد، فألزم الحق يبين لك الحق منازل أهل الحق،ولا تقض إلا بالحق، والسلام.
ورسالته إلى أبو عبيده عامر بن الجراح حاكم دمشق ورسالته إلى شريح القاضي وغيرها من الوثائق التاريخية القضائية الرائعة.
هذه الوثيقة تعتبر من الوثائق العالمية فهي تدرس في معظم جامعات العالم وتتركز عليها بعض الأنظمة القضائية في دول الغرب وتعتبر مصدرا من مصادر القانون في كثير من التشريعات العالمية المختلفة ، ولقد كان السبق لمديرية الأمن العام بتوزيعها على معظم مراكزها الرئيسة في المملكة منذ سنوات مضت ، وحسنا فعلت وزارة العدل في الأردن إذا قامت مؤخرا بتوزيع رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري على جميع محاكم المملكة الأردنية الهاشمية لتذكرنا بماضينا المجيد لعل يكون من هذه الوثيقة استلهام العبر والدروس .......... والسلام.