منذ ما يزيد على ستين عاما، وهي تُرافقه كتوأم مُلتصق، ينعَس وتبقى مُستيقظة لخوفها عليه، وإن زَعِل فإنها لا تتوقف عن دعوته للرقص على إيقاع نبضها,وإن غمره الفرح فإنها أيضا تخشى عليه من الفرح إن كان غامرا، لاعتقادها أن من اعتاد العتمة فإن الضَوء المُبهِر لا بد وأن يخطف منه البصر!.
كراعٍ يخشى على قطيعه تخشى عليه!.
كعصفورة تكسر جناحها لتنسج من ريشه خيمة تذود بها عن فراخها، بقيت تَذود عنه!.
كنسمة تحملك الأمل للفيافي القاحلة كلما هَبّت, فإنها ما ترددت للهبوب كلما اعترته حيرة الإجابة على "وماذا بعد كل هذا؟"، و"أما من نهاية لهذا العنف، والدم، والكراهية؟"، و"لماذا ينضب الحب, وتنضب الإنسانية؟" وعلى "متى سيهدأ الشوق للصحراء؟"!!!.
هي عضلة قلبي التي سأتطفل على هذه المساحة لأروي حكايتها بعد أن تكرّمت أسرة "عمون بنشر خبر إعتلالي بها قبل أيام.
كنت في زيارة لصديقي الدكتور "جمال الشلول" رئيس قسم الكلى والمسالك البولية في مستشفى الأمير حمزة يوم الخميس الماضي، لكن "الشلول انتبه بأني أقاوم وبصعوبة إختناقا جثم على صدري وأنا أصعد معه الدرجات، حينها سمعته يردد "يا رب نلاقي حسين مداوم"!، بطبيعة الحال عرفت أنه يقصد صديقنا المشترك الدكتور "حسين فندي العمرات" رئيس اختصاص امراض وجراحة القلب في مستشفى الأمير حمزة كذلك.
لن أطيل في سرد الحكاية لكنني فقط أتذكر خيبة الأمل التي أصابت "جمال",و"حسين"ومسحة الشفقة والحزن التي انسكبت على وجهيهما حينما أشار "األإيكو" عل شاشته بأن عضلة قلبي قد أصابها اليأس,والتعب فانهزمت وأعلنت إستسلامها أمام زحف الأحداث المُتسارعة على القلب الذي رافقته طوال ما يزيد عن ستين عاما!.
ها أنا أودّع قسم العناية التاجية الطارئة بينما عضلة قلبي أصرت أن تقول شكرا لمستشفى الأمير حمزة, شكرا"د.حسين العمرات", شكرا "د.جمال الشلول", وهمست لي بوعد قطعته على نفسها لأبوح به للحبيبين "حسين"و"جمال"قالت سأسترد شبابي سريعا فلا تقلقا لأن الله يريد ذلك, وها أنا أكتب ما أمرتني به تلك التي أتعبها قلبي!,فيا رب شكرا.