facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الارهاب يتمدد: كيف نرد ؟!


حسين الرواشدة
28-06-2015 03:51 AM

مهما تكن “الفرضيات “التي تشكلت لدينا حول القذيفة التي سقطت وسط احد الاسواق في الرمثا ، وراح ضحيتها الشهيد الحوراني بالاضافة الى اربعة مصابين ، فان الرسالة التي حملتها – بغض النظر عن مصدر النيران – هي اننا اصبحنا في مرمى الخطر، وان بلدنا اصبح مطلوبا ومستهدفا من قبل الفاعلين المعروفين او مجهولى الهوية في البيئة “المعادية” التي تحاصرنا من كل اتجاه.

هذه الرسالة تزامنت مع رسائل اخرى تم ارسالها في بريد الجمعة ووضعت في ثلاثة صناديق: الاول في مسجد الامام الصادق بالكويت، والثاني في احد فنادق مدينة السوسة التونسية ، والثالثة في مصنع بمدينة ليون الفرنسية، اما المرسل الذي وضع توقيعه عليها فهو “داعش” ، ومهما اختلفت تفاصيل هذه الرسائل واهدافها فان عنوانها ومضمونها واحد ، وهو: باقون ونتمدد، مما يعني ان يد الارهاب اصبحت اطول مما نتوقع، ومفاجآته لن تتوقف ، ولن يسلم منها احد في العالم.

حين ندقق في الرسالتين نجد ان الارهاب الذي وصل الى الرمثا كان يستهدف ارباكنا و”جر” اقدامنا الى مستنقع الوحل السوري، كما نجد ان الارهاب الاخر الذي ضرب البلدان الثلاثة كان بمثابة تهديد للبلدان الاخرى بان يده يمكن ان تطولها ، واعتقد اننا معنيون بهذه الرسالة ، وبالتالي فان من الضروري ان نفتح لواقطنا لقراءتها وفهمها واخذها على محمل الجد.

كيف نرد..؟ هذا هو السؤال الذي يجب ان نفكر به ونتوافق على الاجابة عنه، صحيح اننا نخوض حربا ضد داعش ضمن التحالف الدولي الذي يبدو ان عقده اوشك على الانفراط، وندعم العشائر في سوريا والعراق للدفاع عن نفسها ، لكن الصحيح ايضا هو اننا نجد انفسنا وحدنا امام خطر متعدد المصادر ، وبلا حلفاء حقيقيين في المنطقة، لدرجة اننا نشعر ان مواجهة هذه الكارثة تفوق قدراتنا وامكانياتنا، وبالتالي لا بد ان نتعامل معها بمنطق اخر، واعتقد هنا ان هذا المنطق يجب ان يعتمد على مبدأ “السياج” بحيث نتوافق على ان يظل بلدنا “جزيرة” محكمة الحراسة ، داخليا وعلى الحدود، لا اقصد هنا السياج العسكري والامني فقط على اهميته، وانما السياج السياسي والفكري والاجتماعي ايضا.

هنا يجب ان نتصارح، فقد ثبت من خبرتنا ومما حدث حولنا، وخاصة فيما يتعلق بمواجهة التنظيمات الارهابية، ناهيك عن تجارب الانظمة في تصدير حروبها وازماتها حين تتعرض “للسقوط”، ان الاستثمار في التناقضات التي تنشأ في البيئة المعادية قد يكون مفيدا على المدى القصير لكنه لن ينجح على المدى البعيد، كما ان الرهان على التمدد او الانغماس في الحروب والصراعات غالبا ما يفضي الى خسارات وكوارث ، زد على ذلك ان الاعتماد على الاخر ووعوده لا يمكن تصديقها او الوثوق بها.

مرة اخرى، كيف نرد..؟ لدينا ثلاثة سيناريوهات او خيارات ، الاول الدخول في حرب مفتوحة تجعلنا طرفا اساسيا في الصراع الدائر حولنا ، وتفقدنا القدرة على لعب دور متوازن وتدفعنا الى التورط في صراعات داخلية واقليمية لا علاقة لنا بها ، وهو خيار لا اعتقد اننا نفكر فيه ، لكن اخشى ان ننجر اليه او نتورط فيه، الخيار الثاني ان نحافظ على قواعد الاشتباك الحالية مع التنظيمات المسلحة (داعش تحديدا) مع تطويرها باتجاه “الردع” المدروس عند الحاجة، وهذا خيار ممكن لكنه في ضوء المتغيرات الحالية( في سوريا تحديدا ) لم يعد مؤثرا او موثوقا به، اما الخيار الثالث فهو العودة الى “الحياد” الايجابي، بحيث نبدأ بمراجعة الاستراتيجية التي اعتمدناها منذ العام الماضي باتجاه تقدير موقف جديد يعتمد على المزاوجة بين الردع عند الضرورة ومبدأ “السياج” الذي اشرنا اليه سلفا، بحيث نباشر على الفور بتحصين الجبهة الداخلية ، وتفعيل استراتيجية مواجهة التطرف فعليا، وتمثل مجتمع “قرطاجة” في هذه المرحلة، باعتبار اننا في حالة حرب ، وان انتصارنا فيها يعتمد على قوة وصلابة المجتمع قبل اية اعتبارات اخرى.

باختصار، الرد على الارهاب الذي تطاردنا اشباحه يمكن اختزاله في كلمة واحدة هي: “الحذر” ، بما يتضمنه هذا الحذر من استعدادات واتخاذ ما يلزم من تدابير ، ومعالجة الاخطاء التي وقعنا فيها واهمها غياب العدالة الاجتماعية واستفزاز الناس ودفعهم لليأس..الخ، والخروج من الاحتقانات التي نعاني منها، وصولا الى جبهة داخلية اردنية موحدة ومتماسكة ومستعدة للدفاع عن بلدها والتصدي لاي قادم.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :