ما أعرفه وما أنا مؤمنة به هو أن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، وأية إضافة أخرى على هذه الاخلاق تكون خيرا، وما أعيه جيدا هو أن مجتمعنا أبدع في تحويل العبادات إلى عادات بحيث أفقدها العلة التي شرعت من أجلها، وعليه أتساءل: هل نحن مسلمون بفعل الصدفة؟ ولدنا فوجدنا آباءنا مسلمين فأسلمنا دونما قناعة حقيقية، هل اتخذنا الدين بالوراثة كما نورث فصيلة الدم أو الملامح؟

الموضوع شائك، وموضوع الترهيب من النار مشكلة أخرى او ذنب نقترفه بحق الاطفال فتصبح العلاقة علاقة خوف اكثر منها محبة، والخوف والحب لا يجتمعان الا اذا كان خوفاً من غضب من تحب لا خوفا من عقابه.

لهذه الاسباب ولأسباب أخرى كثيرة نشهد ما نشهده اليوم من مظاهر دينية زائفة ونجد أننا كمجتمع وكشعوب أبعد ما نكون عن تطبيق قوله تعالى "وقل اعملوا"، لأن العمل يحتاج يقيناً ويحتاج إيماناً وفهماً حقيقيين لا متوارثين.

هو صائم لكن صيامه لا يشعره بجوع الفقراء وإن شعر فيكون شعورا مؤقتا ينتهي بانتهاء شهر رمضان، هو يؤدي كل الفرائض لكن لا ضير إن أوقع ظلما على قريب او قريبة أو تنازع معهم من أجل متر أرض، هي ملتزمة وقد تكون منقبة لكن قد لا يسلم من لسانها أحد..

هم قد يجتمعون ويخوضون في خصوصيات الناس وقد يخوضون في أعراضهم ويقترفون النميمة لكنهم في آخر الجلسة يقرأون دعاء فض المجلس ليغفر لهم ما اقترفوه من ذنوب..

سلوكيات يصعب حصرها فعليا ونرى فيها التناقض بين ما هو محكي وما تم تلقينه وبين السلوك
هي أي الأنثى التي أوصانا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم بها خيرا ، هي ذاتها المادة الاكثر دسما للخوض في خصوصياتها والتشهير بها باسم الغيرة على بنات المسلمين ، أما هو أي الشاب فبلا رقيب ولا حسيب وكأن الدين أنزل للاناث فقط، الدين الاسلامي خص الاناث بحسن المعاملة وعدم الاقتراب مما يسيء الى سمعتهن..نقترف كل ذلك وأكثر لكننا مسلمون!!!

نحن باختصار مسلمون بفعل الصدفة ونحتاج إعادة نظر في روح الدين وأخلاقياته والعلة التي من أجلها تم تشريع كل فريضة،ونحتاج تربية دينية مختلفة ، فالله تعالى لا يحتاج منا حركات جسدية ولا جوعا ولا عطشا، والدين جاء ليتمم مكارم الاخلاق، لكن إن بقينا هكذا وفي هذا الشرخ الذي أوجدناه بين ما نعتقد به بالوراثة وبين ما نمارسه واقعيا فإننا سنسيء إلى منظومة القيم كاملة ويتسع الشرخ أكثر وأكثر..

Dr.maysaquraan@yahoo.com